يمكن تسمية العام 2023 عام مواجهة الاحادية الاميركية بامتياز وتعميق التعاون بين القوى الدولية والاقليمية الكبرى، واستمرار مفاعيل الحرب الروسية الاوكرانية والتي كانت بمثابة تأكيد على ان هناك اتجاها دوليًا يسعى الى تكريس نظام تعددي على أنقاض النظام الاحادي الاميركي الذي بات مرفوضًا.

كثيرةٌ هي الأحداث التي يمكن ان نتحدث عنها  في العام 2023 وعن تأثيراتها، والتي توقّف عندها استاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د. وسام اسماعيل في حديثٍ لإذاعة النور، الذي استهلّ حديثه بالإشارة إلى "انقلاب النيجر في القارة الافريقية، والذي شكّل استمرار لمسار الانقلاب على النظام الاستعماري الفرنسي والغربي".

كما لفت اسماعيل الى "الاتفاق الإيراني السعودي الذي شكّل مفاجأة على المستووين الاستراتيجي والأمني"، معتبرًا أن "أهمية هذا الاتفاق تكمن في أنه من غير الممكن تصنيفه على أنه متوافق مع المسعى الأميركي في الشرق الأوسط".

كما تطرأ اسماعيل في حديثه إلى مشروع الربط الاقتصادي الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة العشرين، حيث اعتبره "مشروع ذات أهمية استراتيجية كونه يسعى لمواجهة المشروع الصيني من جهة وكونه يخدم استراتيجية التطبيع في المنطقة من جهة أخرى".

وعلى مستوى الكيان "الاسرائيلي"، أكد أستاذ العلاقات الدولية أنه لا يمكن إهمال فكرة التعديلات القضائية التي فرضت نفسها على المجتمع "الاسرائيلي" والتي كانت بمثابة الحدث الأهم في العام الماضي في "اسرائيل"، لأنها عبّرت عن انقسام مجتمعي كاد يؤدي في أكثر من مرحلة إلى مواجهة بين أطياف المجتمع "الاسرائيلي".

واعتبر اسماعيل أن "الحدث الأهم في العام 2023 هو "طوفان الأقصى"، حيث استطاعت المقاومة أن توجه ضربة استراتيجية أمنية عسكرية للكيان "الاسرائيلي" ستترك تأثيرات كبيرة على الكيان والمنطقة لفترة طويلة من الزمن".

وأضاف اسماعيل انه لا يمكن حصر أهمية "طوفان الأقصى" في قطاع غزة فقط، حيث انه "أدى إلى إيقاظ أفكار لدى الكيان الصهيوني كان متخليًا عنها في المرحلة الماضية مثل إفراغ قطاع غزة والقضاء على المقاومة.. ومن ناحية أخرى كونه حرّك الساحات الأخرى وأظهر أن المقاومة قدّمت نموذج تطبيقي لهذه النظرية، مثل المواجهات القائمة بين المقاومة وقوات الاحتلال في غزة".

السودان أيضًا من محطات العام، حيث بدأ النزاع منذ نيسان/ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ولا يزال مستمرًا.

ومن الأحداث البارزة على المستويين الدولي والاقليمي، بالاضافة إلى تأجيج الاوضاع بين اذربيجان وأرمينيا،  المواجهة الباردة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية والولايات المتحدة، وصولا الى ازمة الصين تايوان ومحاولات واشنطن الاستفادة من هذا الموضوع لمزيدٍ من الضغط على الصين، إضافة الى ازمة البلقان مع صربيا.