إذ إن الخلافات التي تطفو الى الواجهة بما فيها العراك السياسي بين اعضاء حكومة الحرب، والخلاف بين المعارضة والحكومة، وبين المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية، وحتى التناقضات داخل الحزب الواحد تؤكد أنّ تركيبة هذا الكيان قائمةٌ على مجموعات متناقضة على أرضية متزعزعة، وفي الاطار يرى الخبير في الشؤون العسكرية تحسين الحلبي ان هذه الخلافات تهدد حاضرَ ومستقبلَ ما تسمى بدولة "اسرائيل" معتبراً أن تزعزع هذه الثقة هو عامل مهم، وأن تراكمية هذه الاستحقاقات تفرض نفسها على مستقبل وحاضر هذا الكيان.

ويشير الحلبي الى ان زيارة غينتس الى واشنطن تأتي في اطار الخلافات القائمة داخل الكيان وبحث واشنطن عن بديل لنتنياهو، بحيث ان استدعاء غينتس من قبل الولايات المتحدة دليل على ان حضور نتنياهو سيعمّق الأزمة أكثر فأكثر .

خلافات جوهرية تحيط بالكيان الصهيوني على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية بدأت تجلياتها بالظهور تباعاً، إذ إن الثقة بين المكونات السياسية والمستوطنين والجيش والهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنخب ومختلف القطاعات الاخرى لم تعدِ اليوم قائمة بعد الزلزال الكبير الذي أحدثته عملية طوفان الاقصى وما تبعها من ضربات متتالية للعدو الاسرائيلي.