باتت اليوم عبئاً ثقيلاً على واشنطن التي يسعى المسؤولون فيها الى التنصل من هذه الحرب بعد إخفاقات العدو من جهة، ورفض الرأي العام الاميركي والغربي للدعم الاميركي اللامتناهي للكيان الصهيوني من جهة ثانية.

فكيف يمكن قراءة الموقف الأميركي اليوم..عن ذلك تحدثنا أستاذة العلاقات الدولية الدكتورة ليلى نقولا.

حيث تشير إلى أن بايدن ونتياهو يستفيدان من الاشتباك الكلامي بينهما، إذ تعتبر حملة علاقات عامة شعبوية، "فمن جهته يريد بايدن أن يقول لجمهوره في الحزب الديمقراطي بأنه يهتم للأوضاع الإنسانية للمدنيين للفلسطينيين، أما نتنياهو فيستفيد أيضاً عبر تسويق نفسه بأنه بطل لدى اليمين الإسرائيلي والقادر على تحمل الضغوطات ومنع دولة فلسطينية".

وتلفت نيقولا إلى أن المشكلة هي التباين فقط مع نتنياهو لا الكيان "الإسرائيلي"، إذ هناك أيضاً إيمان لدى اليهود في الولايات المتحدة الأميركية والأميركيين والإدارة الأميركية، أنه لا مستقبل سياسي لنتنياهو بعد الحرب.

الحملة الانتخابية دفعت الحزبين الجمهوري والديموقراطي إلى تحميل مسؤولية الحرب لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.

وتوضح أستاذة العلاقات الدولية أن ترامب يريد أن يكسب شعبية بتسويق نفسه على أنه "رئيس سلام"، حيث تم توقيع اتفاقيات توقيع أثناء فترته الرئاسية، مقابل بايدن "رئيس الحرب"، بالرغم من ذلك "فإن هناك اتفاق بين الحزبين على أن إسرائيل يجب أن تذهب إلى إزاحة المتطرفين اليمينيين من السلطة وإلا فإنها تذهب نحو التدمير الذاتي".

ما بين الأفعال والأقوال يمارس المسؤولون الأميركيون ازدواجية في التعاطي حيال ما يجري في قطاع غزة: فحقيقة الواقع أن المجازر الوحشية والإبادة الجماعية وسياسةَ التجويع والحصار وتفشي الأوبئة إنما هي بفعل الدور الاميركي في هذه الحرب العدوانية.