في اطلالة على تفاصيل مسيرته السياسية فقد ولد سليم أحمد الحص في منطقة حوض الولاية في بيروت سنة 1929م حيث كانت دراسته الجامعية في الجامعة الاميركية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ليسافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويستكمل دراساته العليا بنفس التخصص حيث نال شهادة الدكتوراه وعاد إلى بيروت  ليعين استاذاً جامعياً مساعداً سنة 1964م ثم مستشاراً للصندوق الكويتي للتنمية العربي ثم مديراً عاماً ورئيساً لمجلس إدارة المصرف الوطني للإتحاد الصناعي والسياحي.

في عام 1976 تم تكليفه من قبل الرئيس الياس سركيس لتأليف حكومة وحدة فلعب دوراً بارزاً في المحافظة على سعر الليرة اللبنانية آنذاك كما جرى تكليفه للمرة الثانية عام 1979.

وفي سنة 1987م تم تكليفة للمرة الثالثة لرئاسة مجلس الوزراء بالوكالة نيابة عن رئيس الحكومة رشيد كرامي الذي جرى اغتياله وكانت تلك الفترة من أصعب مراحل الحرب الاهلية في لبنان، ليكلف بتأليف الحكومة للمرة الرابعة بعد ذلك في عهد الرئيس الياس الهراوي.

وقد عرف عن الحص انه كان رئيسا جريئاً، مهذباً، خلوقا،ً يؤمن بالحوار والعلم والقيم الإنسانية والاخلاقية ولا يهوى الطائفية والفئوية والمناطقية والحزبية واستطاع ان يحافظ على بيروت ووحدتها الداخلية جغرافيا في فترة الحرب الاهلية وقد استعان  بما يملك من إمكانيات وعلاقات محلية وإقليمية ودولية لتثبيت ذلك.

وبعد انتهاء الحرب اللبنانية ترشح الرئيس الحص كنائب عن بيروت ففاز ولائحته بأغلب مقاعد المدينة برلمانياً وأصبح مرجعاً سياسياً كبيراً وهاماً لأبناء العاصمة بالإضافة إلى تعيينه كممثل للبنك الدولي بالشرق الأوسط وشمال  أفريقيا سنة  1992م .

 وفي عام 1998 جرى انتخابه رئيسا للحكومة للمرة الخامسة في عهد الرئيس أميل لحود حيث استمرت حكومته زهاء السنتين، ونجحت في المحافظة على سعر صرف العملة المحلية رغم وجود الاحتلال الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية في تلك الفترة،

وكان الإنجاز الأكبر لحكومة الرئيس الحص هو التحرير عام 2000 من الاحتلال الاسرائيلي على يد المقاومة الاسلامية التي لطالما كان الرئيس الحص من الداعمين لها ولميسرتها .

ينعى لبنان اليوم الرئيس سليم الحص عن عمر ناهز 93 عاماً مفتقداً هامة وطنية كبيرة ونموذجاً ناجحاً لسياسي نظيف الكف والضمير.