الإمام الخامنئي: الأحداث في سوريا هي نتاج خطة أمريكية صهيونية.. ونطاق المقاومة سيغطي المنطقة أكثر من أي وقت مضى
تاريخ النشر 11:03 11-12-2024 الكاتب: إذاعة النور البلد: إقليمي
44

أكد الإمام الخامنئي دام ظله، اليوم الأربعاء، أنه وبدون شك ما يجرى في سوريا هو نتيجة مخطط مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني.

الإمام الخامنئي:
الإمام الخامنئي:

وفي كلمةٍ له في حسينية الإمام الخميني (قدس) في طهران حول آخر التطورات في المنطقة، أضاف سماحته أن "إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت دورًا واضحًا في هذا المجال، ولا تزال تلعبه - وهذا أمر يراه الجميع - ولكن المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أمريكا والكيان الصهيوني. لدينا دلائل على ذلك، وهذه الدلائل لا تترك مجالاً للشك لدى الإنسان".

كما أوضح سماحته أن جبهة المقاومة تزداد صلابة بقدر فرض الضغوط عليها، وتتعزّز دوافعها بقدر ارتكاب الجرائم، وتتّسع أكثر بقدر القتال ضدّها، مؤكدًا أن "نطاق المقاومة سيشمل المنطقة بأسرها أكثر من السّابق، بحول الله وقوّته".

وتابع الإمام الخامني أن "التحليل الجاهل وغير العارف بمعنى المقاومة يظنّ أنّ المقاومة إذا ضَعُفَت، فإنّ إيران الإسلاميّة ستَضعُف أيضًا، وأنا أقول لكم إنّ إيران القويّة مقتدرة وستغدو مقتدرة أكثر بإذن الله".

وأضاف حول الوضع في سوريا: "من المؤكد أنّ هؤلاء المهاجمين الذين قلت إنّ لدى كلٍّ منهم غايته، وتختلف أهدافهم بعضها عن بعض، يسعون إلى احتلال الأراضي من شمالي سوريا أو جنوبها، وتسعى أمريكا إلى تثبيت موطئ قدمها في المنطقة".

وأوضح: "سيَثبُتُ، مع مرور الوقت، أنّهم لن يحقّقوا أيّاً من هذه الأهداف، إن شاء الله. سوف تتحرّر المناطق المحتلّة من سوريا على أيدي الشباب السوريّين الغيارى؛ لا تشكّوا في أنّ هذا الأمر سيحدث".

وأكد الإمام الخامنئي أنه "لن يثبت لأمريكا موطئ قدم أيضًا، وبتوفيقٍ من الله وحولٍ منه وقوّة، ستطرد جبهة المقاومة أمريكا من المنطقة".

  • الإمام الخامنئي: الأحداث في سوريا هي نتاج خطة أمريكية صهيونية.. والمناطق المحتلة في سوريا ستحرر على أيدي الشباب السوري الغيور

 

وعن قضية داعش، اعتبر الإمام الخامنئي أن داعش "كانت بمثابة قنبلة لزعزعة الأمن. كان هدفها الأول زعزعة استقرار العراق، ثم سوريا، وبعدها تعميم حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، وصولاً إلى الهدف الرئيسي والأخير، وهو إيران"

وتابع: "في مواجهة هذا الخطر، تدخلنا وحضرنا في العراق وسوريا، وقامت قواتنا بالمشاركة هناك لسببين أساسيين".

السبب الأول، يوضح سماحته أنه الحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة، والثاني، فقال: " السبب الثاني كان مرتبطاً بمسألة الأمن. فقد أدرك المسؤولون في وقت مبكر وبسرعة أن هذا الخطر إذا لم يُوقف في مكانه، فسيمتد ليصل إلى داخل إيران، مما سيعرض هذا البلد الكبير بأسره لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار. ولم تكن فتنة داعش مجرد حالة عادية".

وأكمل أنه "بناءً على هذا المبدأ توجهت قواتنا، بما في ذلك القادة البارزون، مثل الشهيد العزيز قاسم سليماني ورفاقه، إلى العراق وسوريا. قاموا بتنظيم الشباب هناك، بدايةً في العراق ثم في سوريا. عملوا على تسليحهم وتدريبهم، وتمكنوا من الوقوف في وجه داعش وكسر قوتها".

كما أوضح أن طبيعة الحضور العسكري الإيراني في سوريا والعراق، فلم تكن أبداً تعني نقل القوات الإيرانية لتحل محل جيوش تلك الدول، ببل كان دور القوات الإيرانية دوراً استشارياً.

وقد ذكر الإمام الخامنئي أن الشعب الإيراني يفخر بجيشه وحرس الثورة اللذين واجها الكثير من المؤامرات.

كما لفت سماحته إلى أن "شعوب المنطقة أثبتت صمودها إلى جانب فلسطين رغم مرور 75 عاماً على احتلالها لتسقط الرهانات على نسيان القضية".
 
وتابع: "قدمنا شهداء دفاعاً عن العتبات المقدسة في سوريا حيث ساعدنا الحكومة في فترة حساسة وهي قدمت لنا مساعدة حيوية".
 
كما اعتبر أنه "عندما تضعف روح المقاومة والصمود، تظهر هذه النكبات. ما تواجهه سوريا اليوم من مصائب، والتي لا يعلم إلا الله متى ستنتهي، ناتج عن تلك اللحظات من الضعف التي ظهرت هناك"، مضيفًا: " مع ذلك، يبقى الأمل في أن ينهض شباب سوريا في المستقبل، إن شاء الله، ويتقدموا إلى الميدان لوقف هذه الكوارث وإعادة الأمور إلى نصابها".
 
وأضاف سماحته: "بعد الأحداث التي وقعت في سوريا، ابتهجت قوى الاستكبار ظنًا منها أن سقوط الحكومة السورية، الداعمة لجبهة المقاومة، يعني إضعاف هذه الجبهة. لكن هذا التصور خاطئ تمامًا".
 
وأردف قائلًا: جبهة المقاومة ليست مجرد معدات مادية أو نظام يمكن كسره أو تفكيكه أو القضاء عليه. بل هي إيمان، فكر، قرار حاسم وقاطع ينبع من القلب. المقاومة هي مدرسة فكرية وعقائدية.
 
ولفت: "انظروا إلى حزب الله في لبنان. المصائب التي أصابت حزب الله لم تكن أمرًا بسيطًا. خسارة شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله، لو حدثت، ليست بالأمر العادي"، مضيفًا: "مع ذلك، فإن حزب الله بعد هذه المصائب أصبح أقوى. هجماته، قوته، ضرباته القوية أصبحت أشد مما كانت عليه في السابق. حتى الأعداء أدركوا واعترفوا بذلك".
 
كما أشار الإمام الخامنئي إلى أنهم "ظنوا أن توجيه ضربة لحزب الله سيمهّد الطريق لهم لدخول الأراضي اللبنانية وإجبار حزب الله على التراجع حتى نهر الليطاني. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك.. وقف حزب الله بثبات وبكامل قوته وأجبرهم على طلب وقف إطلاق النار. هذه هي المقاومة".
 
وأضاف أن "القبضة الحديدية لحزب الله أثبتت أنها باتت أقوى رغم الضربات غير المسبوقة في التاريخ التي استهدفته".