
بمناسبة حلول السنة الهجرية الشمسية الجديدة، ألقى سماحة الإمام الخامنئي اليوم الجمعة، خطاب العام 1404 هجري شمسي، بحضور فئات مختلفة من الناس، في حسينيّة الإمام الخميني (قده) في طهران.
واستهل الإمام الخامنئي خطابه ذاكرًا أن هذا العام، تزامن عيد النوروز مع الأيام والليالي المباركة، مما أضفى عليه أجواءً معنوية أكثر عمقًا.
وأوصى الإمام في هذا العام بأن يولي العاملون في المجال الثقافي اهتمامًا خاصًا بدراسة وتعليم نهج البلاغة لكون أمير المؤمنين (ع) هو قمة التقوى على مر التاريخ وعلى الأمة الإسلامية الاستفادة من الدروس الزاخمة لهذه الشخصية العظيمة والرجوع إلى نهج البلاغة والاستفادة منه.
وتابع: "خلال أحداث العام الماضي، فقدنا شخصيات عظيمة وقيمة من إيران ولبنان، وكان ذلك مصيبة لنا"، مضيفًا: "في طريقنا إلى النصر فقدنا شخصيات ثمينة وغالية وكان فقدها مؤلم لكنها استشهدت في سبيل النصر الإلهي".
وأضاف: "في الصراع بين الحق والباطل، يكون النصر حليف الحق، لكن جبهة الحق تدفع الثمن أيضًا. لا شك أن عاقبة هذا الصمود ستكون هزيمة العدو والكيان الصهيوني الخبيث والفاسد والفاسق".
كما أكد أن "القوة الروحية للشعب الإيراني وصبره وصموده وشجاعته تجلتى أمام أحداث العام الماضي.. الشعوب تنهار أمام حوادث مثل فقدان رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين، لكن الشعب الإيراني أظهر رد فعله تجاه هذه الحادثة عبر وداع مهيب وحماسي. لقد تجسدت هذه العظمة في المشاركة الجماهيرية الواسعة في تشييع رئيسهم المحبوب".
وأوضح أنه "في الانتخابات الرئاسية، أظهر الشعب حيويته واستعداده لضمان استمرار إدارة شؤون البلاد، فشارك في الانتخابات، واختار رئيسًا، وشكّل الحكومة، وقد كانت مسيرة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية ( 10 فبراير 2025) واحدة من تلك المسيرات التاريخية".
وفي الشأن الدولي قال سماحة الإمام: "يجب أن يدرك الأمريكيون أنهم لن يحققوا شيئًا في مواجهتهم مع إيران من خلال التهديدات؛ عليهم، كما على غيرهم، أن يعلموا أنه إذا ارتكبوا أي عمل خبيث ضد الشعب الإيراني، فسيتلقون صفعة قاسية".
وأضاف: "يرتكب الساسة الأمريكيون والأوروبيون خطأً كبيرًا عندما يعتبرون مراكز المقاومة في المنطقة مجرد قوات وكيلة لإيران ويهينونها؛ فالشعب اليمني لديه دافع، ومراكز المقاومة في دول المنطقة لديها دافع أيضًا. إيران لا تحتاج إلى وكلاء".
كما لفت الى أن جرائم الكيان الصهيوني الخبيث وعديم الرحمة قد أدمت قلوب العديد من الشعوب غير المسلمة.
وأوضح: "لم نكن أبدًا البادئين في أي صراع، ولكن إذا ارتكب أحدهم عملًا خبيثًا وبدأ المواجهة، فعليه أن يعلم أنه سيتلقى صفعات قاسية".