تسليم المساعدات الأميركية لغزة وسط استهداف "إسرائيلي" متواصل.. وانتقادات لآلية التوزيع
تاريخ النشر 14:30 29-05-2025 الكاتب: إذاعة النور المصدر: وكالات البلد: إقليمي
2

تواصل شركات أمنية أميركية، لليوم الثالث على التوالي، تسليم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في ظل ظروف بالغة الخطورة بسبب استمرار جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في إطلاق النار على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى تلك المساعدات.

فصائل المقاومة الفلسطينية: توزيع الشركة الأميركية للمساعدات يهدف لتحويل غزة لمعسكرات اعتقال
فصائل المقاومة الفلسطينية: توزيع الشركة الأميركية للمساعدات يهدف لتحويل غزة لمعسكرات اعتقال

وقد أسفرت هذه الاستهدافات عن سقوط عدد من الإصابات والشهداء، خاصة عند نقطة ميراج الغربية، حيث سادت فوضى وغضب شعبي بسبب ما وصفه شهود عيان بـ"الطريقة المهينة والمرفوضة" لتوزيع المساعدات.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، أنّ "9 مواطنين استشهدوا وأصيب أكثر من 60 مواطنًا قرب مراكز مساعدات الشركة الأميركية برفح جنوب قطاع غزة، خلال الـ 48 ساعة الماضية".

وأعرب المواطن الفلسطيني وائل طباش، من بلدة عبسان الكبيرة في غزة، عن استيائه من آلية التوزيع الحالية، واصفًا إياها بأنها "مهينة ولا يمكن أن تكون بديلًا".

وأكد طباش أنّه يريد فقط استلام المساعدة والعودة إلى بيته بأمان "دون تعرضه للإذلال أو الفوضى"، مشيرًا إلى أنّ "الجوع هو الدافع الرئيسي الذي يدفع الناس للمخاطرة بحياتهم".

كما وأشار إلى أنّ "الشعب الفلسطيني يحترم النظام، لكن الظروف القاسية تجبره على التصرف بشكل مختلف"، ووجه رسالة إلى الرئيس الأميركي يطالبه فيها "بضمان توزيع المساعدات بكرامة وأمان".

من جانبه، انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، آلية توزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة، ووصفها، خلال مؤتمر صحفي عقده في طوكيو، بأنها "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع التي يعيشها الفلسطينيون في غزة".

وأوضح لازاريني أنّ النظام الحالي، الذي يعتمد على توزيع المساعدات في ثلاث أو أربع نقاط فقط، يجبر السكان على النزوح من أماكن إقامتهم، مقارنةً بما كان سابقًا حين كانت المساعدات تُوزع عبر نحو 400 نقطة.

كما حذّر من وجود "نية واضحة لدفع سكان غزة نحو الجنوب"، مما يعني تجميع أكثر من مليوني إنسان في مساحة لا تتجاوز 20 إلى 25% من مساحة القطاع.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قد أشار في بيان له أمس الأربعاء، إلى أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب جريمة بشعة بحق المدنيين عند مراكز ما يُسمى بـ "توزيع المساعدات" في رفح خلال اليومين الماضيين، راح ضحيتها 10 مدنيين وأكثر من 62 إصابة.

وأوضح "الإعلامي الحكومي"، أنّ "هذه الجريمة البشعة وقعت خلال تجمّعات سلمية لمواطنين دفعتهم الحاجة القاتلة والجوع المدقع إلى التوجه لتلك المواقع"، محملًا المؤسسة التي يقال أنها أميركية والمعروفة باسم "GHF" المسؤولية الأخلاقية والقانونية لتورطها المباشر في تغطية هذه الجريمة، دعيًّا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي "لتحمل مسؤولياتهم العاجلة".

وتواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلية"، لليوم الـ601 على التوالي، حربها الهمجيّة على قطاع غزة، مرتكبةً مجازر مروعة وجرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين والنازحين في مختلف مناطق القطاع المحاصر.