
ارتكبت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، مجزرة جديدة باستهداف مدنيين كانوا ينتظرون توزيع المساعدات الإنسانية قرب محور "نتساريم" وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 13 شخصاً وإصابة 200 آخرين.
وجاءت الهجمات "الإسرائيلية" ضمن سلسلة انتهاكات مماثلة راح ضحيتها عشرات المدنيين الفلسطينيين الباحثين عن الطعام خلال الأيام الماضية، في ظل المجاعة التي يعاني منها القطاع نتيجة الحصار المتواصل منذ آذار الماضي.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى العودة بمخيم النصيرات بأنّ الضحايا وصلوا إلى المستشفى جراء "إطلاق نار مكثف وقصف مدفعي استهدف تجمعاً للمواطنين عند شارع صلاح الدين، حيث كان آلاف الفلسطينيين ينتظرون وصول قوافل المساعدات الغذائية".
وأكد شهود عيان أنّ القوات "الإسرائيلية" استخدمت الذخيرة الحية ضد الحشود، بما في ذلك في منطقة دوار النابلسي غرب مدينة غزة، رغم الطبيعة المدنية للتجمع.
الى ذلك، ارتقى أمس الأربعاء 44 شهيداً وأُصيب العشرات في هجمات مماثلة قرب مراكز توزيع المساعدات في رفح ومحور نتساريم.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أنّ "إسرائيل تنتهج سياسة ممنهجة لخلق فوضى إنسانية عبر التجويع المتعمد واستهداف الباحثين عن الغذاء"، موضحاً أنّ عدد ضحايا هذه السياسة منذ بدء تنفيذها بلغ 194 شهيداً و1500 جريح.
وتأتي هذه المجازر في اليوم الـ614 من العدوان "الإسرائيلي" المستمر على قطاع غزة، والذي يشهد تدهوراً كارثياً في الأوضاع الإنسانية مع انهيار شبه كامل لمنظومة الغذاء والصحة.
وتواصل "إسرائيل" حصارها المشدد للقطاع، حيث تشير تقارير أممية إلى أنّ 95% من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي، بينما تدمرت 90% من البنية التحتية الصحية والتعليمية.
وفي سياق متصل، دانت منظمات حقوقية دوليّة هذه الهجمات باعتبارها "جرائم حرب"، بينما يبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن فرض وقف لإطلاق النار أو محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.