
أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، مساء الأحد، على ضرورة الحفاظ على المقاومة مهما كلف الأمر حتى تحقيق الأهداف، مؤكداً أن المقاومة تعني امتلاك لبنان كل عناصر القوة.
وخلال كلمة خلال إحياء مراسم الليلة الرابعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال الشيخ علي دعموش إن من الصعب أن نقف هذا الموقف من دون أن نستحضر خطاب سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله، وأشار إلى أن الخطاب الحسيني لم يقتصر على أولئك الذين عاصروا الحسين (ع) بل هو شامل وموجه إلى كل الأجيال التي ستأتي بعد الحسين (ع)، والصراع بين الجاهلية والإسلام لم يبدأ في عاشوراء ولم ينتهي فيها وإنما لا يزال قائماً وسيستمر حتى يتسلم راية التوحيد وراية الإسلام إمامنا المهدي المنتظر (عج) فيطهر هذا الأرض من لوثة الشرك والفساد والطغيان
وشدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله على أن طالما هناك طغيان وطالما هناك استكبار وهناك كيان صهيوني ينشر الإرهاب... طالما نداء الحسين (ع) واستغاثة الحسين (ع) علينا أن نلبي النداء، وإن مرور السنوات واقعة كربلاء لم تخفف وطأتها فالصراع هو الصراع فالنداء هو النداء والتلبية هي التلبية وضريبة التلبية هي الاستعداد للتضحية، فأصحاب أبي عبدالله الحسين (ع) آثروا الآخرة على الدنيا فربحوا الدنيا والآخرة.
ورأى الشيخ علي دعموش أن وظيفتنا وواجبنا أن نجنب أنفسنا النار بأن نربيها على التقوى والإيمان والطاعة لله ونربيها على الالتزام بالأحكام وأن نتوجه إلى أبنائنا لنجنبهم النار وإلى عوائلنا وأسرنا ان نتابع تربيتهم وعندما نفعل ذلك ننتصر لأبي عبدالله الحسين (ع)، داعياً إلى الحضور في ساحات الجهاد والمقاومة والالتزام بأحكام الله وحدوده ورفض كل أشكال الظلم والطغيان والاستكبار والاحتلال ومواجهة الظالمين وأن نرفض وجودهم وأن نثبت على طريق الحق، والبقاء إلى جانب الحق مهما كانت التحديات والتهويل والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس وامتلاك الروح الحسينية الاستشهادية
وشدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله على ضرورة الحفاظ على المقاومة مهما كلف الأمر حتى تحقيق الأهداف، ولفت إلى أن بملئكم المجالس تثبتون بحق أنكم لبيتم نداء أبي عبدالله (ع) وبصوتكم المدوي: لبيك يا حسين...، ولبينا نداء الإمام الحسين (ع) ودليلنا شهداؤنا وفي مقدمهم سيد شهداء الأمة والشهيد الهاشمي وسائر الشهداء وسنردد على الدوام: ما تركتك يا حسين...
وأعاد الشيخ علي دعموش التأكيد على التمسك بخيار المقاومة بوصفه أحد عناوين الالتزام بخط الإمام الحسين (ع) خاصة في هذه الأيام عندما ينشر الكيان إرهابه وإجرامه وآخره العدوان على الجمهورية الإسلامية ومحاولة زعزعة النظام، منوهاً بأن الجمهورية الإسلامية حولت العدوان إلى حرب استنزاف مع العدو وعبر الرد الصاروخي المزلزل ووصلت القوة الصاروخية الإيرانية إلى أهدافها ما لم يعتد الصهاينة على مشاهدته داخل كيانهم.
وطمأن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى أن الجمهورية الإسلامية لم تسقط قدراتها ولم تسقط برنامجها النووي ولم تمكن العدو من زعزعة نظامها وقد خرجت من الحرب العدوانية أكثر تماسكاً والتفافاً من كل فئات الشعب الإيراني وهذا ما شاهده العالم كله، فلقد أدركت "إسرائيل" أن هدف إسقاط النظام الإسلامي في إيران هو هدف غير قابل للتحقق وهو مجرد أوهام وتخيلات، وذكّر بأن إيران تجاوزت كل الحصار والضغوط والأزمات وتطورت وازدهرت في كل الصعد في المعرفة والتكنولوجيا والدفاع وهي تواصل مسيرتها بكل اقتدار رغم كل المؤامرات الخبيثة.
وجزم الشيخ علي دعموش بأن إيران لن تستسلم كما يريد (رئيس وزراء العدو بنيامين) نتنياهو و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب وستظل قوية وعظيمة بقيادة الإمام السيد علي الخامنئي ورعاية صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج).
وتطرق رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى استمرار وزيادة الاعتداءات في لبنان، معتبراً أن الهدف من ذلك هو الضغط على بيئة المقاومة وأن لا خروج من هذه الحالة إلا بالتوقف عن احتضان المقاومة لكن جوابنا وجوابكم كان ولا يزال: المزيد من الصبر والالتزام والالتفاف حول المقاومة، وأشار إلى أن المقاومة التي يمتلك قادتها ومجاهدوها روح وعزيمة استشهادية لا تستسلم وقدمت قادتها شهداء لا يمكن أن تخضع... والمقاومة التي يحتضنها أهلها لا يمكن أن تسحق أو تذعن وهي كانت وبقيت وستبقى.
واستدرك الشيخ علي دعموش بالقول إن استراتيجية الصبر التي تعتمدها المقاومة لا تعني أننا ضعفاء، مشيراً إلى أن هذه المقاومة حاجة وجودية في ظل العنجهية الأميركية والإسرائيلية غير المسبوقة، فالمقاومة تعني امتلاك لبنان كل عناصر القوة لعدم جر البلد إلى نموذج غزة أو سوريا، والبعض يدعونا إلى التسليم باحتلال "إسرائيل" لجزء من أرضنا وصولاً إلى التطبيع وهذا مستحيل طالما هناك مقاومة شريفة ومقاومون يحافظون على كرامة الوطن وكرامة اللبنانيين.
وخاطب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هؤلاء بالقول: أنظروا إلى الذين التزموا بالشروط الأميركية أو الإسرائيلية فهم لا لن يحصلوا إلا على الفتات، موضحاً أن من يريد أن يأخذ لبنان إلى التطبيع يريد أن يأخذ لبنان إلى نموذج جديد من الفتنة تخدم ما يسعى إليه العدو، وحذر من أن هدف العدو هو الضغط لأخذ لبنان إلى مسار التطبيع الذي لن يؤدي إلا إلى التعطيل وتدمير الدولة.
وفي ملف إعادة الإعمار نوه الشيخ علي دعموش بأن حزب الله سارع منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار لدفع الترميم والتعويض، وإذا كنا نتوقف أحياناً عن الدفع فإن ذلك مرتبط بتأمين التمويل لكن مهمتنا مستمرة، واعتبر أن مهمة إعادة الإعمار من مسؤولية الدولة اللبنانية تنفيذاً للبيان الوزاري والحكومة لم تتعاط مع هذا الملف بشكل جاد وبالاهتمام اللازم ولم تقم بوضع الخطط والمراحل والآليات التي ستعتمد في هذا المشروع، ولفت إلى أن العراق لم يجد آلية رسمية لبنانية للتعاون معها من أجل تمويل إعادة الإعمار في لبنان.
وتساءل رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله قائلاً: أليس بمقدور الحكومة اللبنانية تمويل إعادة الإعمار من احتياطاتها؟ وكذلك الوزارات المعنية ولو بشكل محدود بترميم وإصلاح ما دمره العدوان الصهيوني من شبكات وطرقات وبنى تحتية... فلماذا لا تبادر هذه الوزارات؟
ورفض الشيخ علي دعموش سياسة التباطؤ والتأخر في إعادة الإعمار ونرفض ربطه بأي ملف آخر ونحمل المسؤولية إلى الحكومة عن أي تداعيات اجتماعية جراء ذلك.