
على أكثر من صعيد تتواصل حركة الاتصالات والمشاروات السياسية لمعالجة حادثة الجبل الاليمة التي أرخت بظلالها على الواقع اللبناني برمته وانعكست بشكل مباشر على عمل المؤسسات الدستورية في البلاد.
وفي السياق لفتت صحيفة البناء إلى أنّ مبادرة رئيس مجلس النوّاب نبيه بري لا تتبنى الفصل بين إحالة قضية قبرشمون الى المجلس العدلي وانعقاد مجلس الوزراء كما لا ترفضه، بل تترك الأمر لنتائج التشاور التي تدور مع الفريقين المعنيين مباشرة للتوصل إلى تفاهم على مخارج مركبة ومتداخلة سياسية وقضائية وأمنية. وأكّدت المعلومات أنّ مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم تترجم هذا المسعى حيث يعمل على انهاء المسار الأمني للقضية وإيداعها القضاء المختص لسحب فتيل التوتر.
وكشفت المصادر لصحيفة البناء عن متابعة حثيثةٍ لافتةٍ للسفارة الأميركية لتفاصيل الملف الأمني والقضائي والسياسي وإلى استنفار على خط الاتصالات السياسية للتدخل في مسارات الحلحلة، متخوفةً من مخطط أميركي يحضر للبنان لضرب استقراره الأمني والسياسي لأهداف مشبوهة.
صحيفة اللواء تحدثت نقلاً عن مصادر مطلعة عن زيارة ليلية قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى قصر بعبدا أمس حيث أطلع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون على نتائج اتصالاته، مؤكدة وجود اشارات ايجابية توحي بإمكانية الوصول الى حل قريب بعد التوتر الذي نشأ عقب حادثة قبر شمون.
بدورها صحيفة الاخبار اكّدت أنّ عمل المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم جدّي للغاية بهدف القفز فوق الإنقسام الحاد في الحكومة والوصول إلى صيغة إحالة الملفّ على المجلس العدلي بالتراضي بين القوى السياسية، تفادياً لإنفجار الحكومة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في لبنان والمحيط.
ومن جهة ثانية علمت الأخبار أنّ اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل ليل أوّل من أمس لم يخرج بأي اتفاق على مخرج للأزمة الحالية وحادثة قبرشمون، فيما كان البحث أساساً في التعيينات التي تخصّ الفريقين، ولا سيّما منصب رئيس المجلس الأعلى للخصخصة والمدعي العام للتمييز.
ونقلت صحيفة الأخبار عن مصادر مطلعة تأكيدها أنّ هدف لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري أمس برؤساء الحكومات السابقين الذين حضر منهم الرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام، فيما غاب الرئيس نجيب ميقاتي لارتباطه بمواعيد مسبقة، هو الوقوف خلف الحريري ودعم موقفه المتعلق برفض إحالة ملف حادثة الجبل على المجلس العدلي، وأشارت المصادر إلى أنّ اللقاء حصل لأنّ الحريري قرر الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، من دون أن تتطرّق الحكومة إلى أمر الإحالة، وهو يريد أن يقول إنه هو من يقرر جدول أعمالها.