ما يؤرِّق الكيان الصهيوني والولاياتِ المتحدةَ والأوروبيين في ملف ترسيم الحدود البحرية هو ضبْطُ الأصابع القابضة على الزناد لتجنيب المنطقة حرباً مفتوحة ومدمرةً مع العمل للوصول إلى اتفاق وفق توقيتٍ يناسب "إسرائيل".
هذا ما تؤكده صحيفة "الأخبار" اليوم، مشيرة إلى أن فشلَ هؤلاء في انتزاع ضمانات من المقاومة بعدم التصعيد، دفعهم إلى اللجوء إلى المماطلة الديبلوماسية للإيحاء بأن الأمور تسير على المسار الصحيح في انتظار جلاء بعض التفاصيل، حيث يكمن الشيطان عادة.
ففي كل مرة يأتي الموفد الأميركي عاموس هوكشتين – تضيف صحيفة "الأخبار" - يسحب من قبعته مطلباً "إسرائيلياً" جديداً للإيحاء بأن هناك نقاطاً عالقة تحتاج إلى مزيد من الوقت، وآخرُ هذه الأوراقِ «الخطُّ الأزرقُ البحري» المعبَّرُ عنه بشريطِ العَوَّامات القائمِ في البحر قبالة ساحلي لبنان وفلسطين المحتلة، طالباً تثبيتَه بزعم أن "إسرائيل" لا يمكنها التهاون فيه لأسباب أمنية.
وتجزم صحيفة "الأخبار" بأن الموفد الأميركي يمارس عملية «خداعٍ» لإيهام لبنان بحصوله على غالبية مطالبه، ويخترعُ نقاطاً جديدة لإطالة أمد التفاوض، والدليل ما بدأ تداوله حول الجهة التي سترعى تنفيذ الاتفاق، في حال أُنجِز.
وفي الإطار قالت مصادر متابعة للصحيفة إن الحديثَ كلَّهُ يصبُّ عندَ الأمم المتحدة إذ يُحاول الكيان الصهيوني انتزاعَ موافقة من بيروت على مخرج للنزاع البحري وفي بالها فرْضُ «وصايةٍ دولية» في منطقة معينة في المياه من خلال صيغة شبيهةٍ للوضع في الجنوب بعد عدوان تموز عام ألفين وستة، فيكونُ هناك 1701 بحريٌّ تشرفُ على تنفيذه قواتُ الطوارئ الدولية التي ليست لها أيُّ صلاحيات في المياه اللبنانية.
وبذلك يكون العدو الإسرائيلي قد ظفرَ وفقاً لصحيفة "الأخبار" بعصفورين: إرجاءِ الترسيم أسابيعَ إلى الأمام مع إبعاد شبح المواجهة عنه، وتأمينِ نفسِهِ بقوات دولية تكون عينَها على طول الخط الأزرق البحري، وهما أمران غيرُ مضمونين لأن أيلول سيبقى شهر الحسم.
على المقلب الصهيوني كشف موقع "واللاه" العبري أمس عن تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً في مفاوضات الترسيم، مشيراً في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة العدو يائير لابيد إلى أن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل" ملفٌّ مهم ومُلح وأن عدمَ وجود اتفاق بينهما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة.
قناة "كان" العبرية قالت من جهتها إن التقدير لدى الجيش الإسرائيلي إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية تُقِرُّ بأن أحداً لا يستطيع فعلاً الدخول إلى رأس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأنهم في الاستخبارات الإسرائيلية أصحابُ خيبات في محاولة التوغل في عقله، ولذلك يعززون الاستنفار في الجيش الإسرائيلي منذ تموز حين أرسلَ مسيراتِهِ إلى منصة كاريش.
الرئيس السابق لدائرة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية – "أمان" العميد "يوسي كوبرفاسير" قال إن الحديث عن ضَعف حزب الله وقائده غيرُ صحيح، معارضاً الذين يستبعدون بأن يُقْدِمَ الحزب على خطوات عملية ضد "إسرائيل"، لافتاً إلى أن اكتفاء حزب الله فقط برسائلِ تهديدٍ لردع "إسرائيل" هي تفكيرُنا نحن وليست بالضرورة تفكيرَه.
الى ذلك، تحدثت القناة الثانية عشرة العبرية عن تقرير للقيادة الشمالية خلاصته ان هناك امكانية لمواجهة مع حزب الله قريبا في وقت حذر قائد المنطقة الشمالية المعين حديثا اللواء اوري غوردين ان المنظر الخلاب الهادئ في الجليل الاعلى والجولان يمكن ان يكون خادعا ولا يعكس عدم الاستقرار والارض المضطربة .
وكان لافتا ما نقلته صحيفة "اسرائيل اليوم" عن مسؤول سياسي انه بمجرد ان تصبح منصة كاريش جاهزة للعمل سنقوم بتشغيلها كما هو مخطط لها وسيكون حزب الله قد ارتكب خطأً كبيرا في الحسابات اذا هاجمها، كما نقل موقع "ماكور ريشون" اليمني عن مصدر سياسي قوله :"الاسابيع المقبلة حرجة للغاية نحن نحقق تقدما ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وعلى الحكومة اللبنانية ان تقرر ان كانت تريد اتفاقية ام لا" .