كييف تقر بفقدانها إمكانية الوصول إلى بحر آزوف جنوب شرق أوكرانيا
تاريخ النشر 17:22 19-03-2022 الكاتب: إذاعة النور المصدر: وكالات البلد: أوكرانيا
37

أقرت وزارة الدفاع الأوكرانية، السبت، بأنها باتت عاجزة عن الوصول إلى بحر آزوف جنوب شرق البلاد بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي.

عسكري روسي في ماريوبول
عسكري روسي في ماريوبول

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن قواتها "تشدد الخناق" حول مدينة ماريوبول المتضررة بنسبة 80%، بسبب وجود القوميين الأوكرانيين فيها، والذين يحتجزون أكثر من 1000 شخص في الملاجئ ويستخدمونهم كدروعٍ بشرية.

وتتمتع مدينة ماريوبول بإطلالة على الساحل الشرقي لأوكرانيا، وتحتل موقعاً استراتيجياً على ساحل بحر آزوف المرتبط بالبحر الأسود من خلال مضيق كيرتش. وتقع المدينة البالغ عدد سكانها حوالى 500 ألف نسمة، على الطريق الواصل بين شبه جزيرة القرم ومنطقة دونيتسك في الشرق، وتبعد حوالى 55 كلم عن الحدود الروسية و85 كلم عن دونيتسك.

وكانت ماريوبول، بموقعها الاستراتيجي على ساحل بحر آزوف والتي تعتبر آخر معاقل كييف عليه، هدفاً روسياً منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تسمح السيطرة عليها للروس بتأمين ممر يربط قواتها التي استولت على الموانئ الرئيسية في بيرديانسك وخيرسون وتلك القادمة من شبه جزيرة القرم بقوات جمهوريتي دونباس.

وستتمكن موسكو بعد السيطرة على ماريوبول من تسهيل إدخال أسلحتها لقواتها في أوكرانيا، وقد تجعل سفنها الحربية تتمركز في موانئها، لتدفع بميزان القوى في صالحها أكثر.

ولا تقتصر أهمية ماريوبول على الجانب الجغرافي فقط، فميناء المدينة التجاري له أهمية رئيسية في مجال تصدير الحبوب والقمح والصلب المنتج في شرق أوكرانيا، كما وتعتبر ماريوبول مدينة صناعية كبرى توجد فيها مصانع شركتي المعادن الكبيرتين "أزوفستال" و"إيليتش" اللتين توظفان عشرات الآلاف من الأشخاص.

ويذكر إحكام القوات الروسية على مدينة ماريوبول بما جرى بداية عام 2014 حيث أصبحت شبه جزيرة القرم محور أزمة بين روسيا والغرب، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش القريب من روسيا، باحتجاجات في العاصمة كييف.

ونالت شبه جزيرة القرم استقلالها عندما صوّت سكانها وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية في استفتاء عام للانضمام إلى روسيا الاتحادية، ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت أنّ الاستفتاء كان "غير شرعي"، ويشكل الروس أغلبية السكان في القرم، ولكن تسكن في المنطقة أيضاً أقليات لا بأس بها من الأوكرانيين والتتار.

ومع اندلاع الحرب في إقليم دونباس عام 2014، تمكن الروس من طرد القوات الأوكرانية خارج المدينة، لكن الأخيرة نجحت في استعادتها بعد شهرٍ من الهجوم، حيث لعبت كتيبة آزوف اليمينية المتطرفة دوراً رئيساً في إعادة ماريوبول إلى السيطرة الأوكرانية.