
دخلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" أسبوعها الرابع، بينما يشارك طرفا النزاع في محادثات بمدينة جدة السعودية هي الأولى منذ اندلاع الأزمة.
وتجددت الاشتباكات فجر اليوم بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فيما تواصلت عمليات الإجلاء وموجات النزوح بسبب المعارك الدائرة في العاصمة السودانية.
وأعلن الجيش السوداني، أنّ "قوات "الدعم السريع" حاولت الهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي، مؤكدًا صد الهجوم وتدمير عدد من عربات العدو"، حسب بيان صادر عن قيادة القوات المسلحة.
وأضاف الجيش السوداني أنّه خلال صد الهجوم، "حصل على 3 عربات قتالية من قوات "الدعم السريع" التي فرت مخلفةً عددًا من القتلى".
ولفت الجيش السوداني إلى "مقتل قنّاص أجنبي بمنطقة بحري العسكرية، لم توجد بحوزته أوراق ثبوتية لتحديد جنسيته".
كما أشار الجيش السوداني إلى استسلام 7 من أفراد قوات الدعم السريع بالخرطوم، مضيفاً أن "عناصر المليشيا المتمردة مستمرين في كسر ونهب البنوك التجارية والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة".
وحلّقت الطائرات الحربية، يوم أمس السبت في أجزاء واسعة من وسط الخرطوم والخرطوم بحري، كما دوت انفجارات عنيفة في محيط القصر الرئاسي وحي الوابورات بالخرطوم.
وشنت طائرات تابعة للجيش ضربات جوية في حي الرياض بالخرطوم، وسمعت أصوات أسلحة ثقيلة صباح أمس السبت، تزامنا مع تصاعد أعمدة الدخان في مواقع مختلفة جنوب الخرطوم بحري.
وفي جنوب مدينة الأبيّض، أدت الاشتباكات بين قوة عسكرية تابعة للدعم السريع وأحد المكونات الاجتماعية إلى مقتل 8 أشخاص وإصابةِ آخرين، فيما أشارت مصادر للجزيرة إلى أن أسباب الاقتتال ذات طابع قبلي.
وقدّرت نقابة أطباء السودان عدد ضحايا الاشتباكات المدنيين بـ479 قتيلا، وأكثر من 2500 مصاب.
ولفتت النقابة إلى أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة غربي البلاد لا تعمل، وقالت إنه تم إحصاء نحو 100 وفاة في صفوف المدنيين منذ 24 نيسان/أبريل الماضي.
سياسيا، أكّد طرفا النزاع في السودان مشاركتهما في محادثات تعقد في مدينة جدة السعودية، هي الأولى منذ اندلاع الأزمة.
وكانت السعودية والولايات المتحدة الأميركية، قد أصدرتا في وقت سابق، بياناً مشتركاً رحبتا فيه ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة.
وحثت السعودية والولايات المتحدة الأميركية كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات.
وفي سياق متصل، قال الاتحاد الأفريقي إنه "يتابع عن كثب" المحادثات التي بدأت في جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ودعا في بيان، طرفي النزاع إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار على وجه السرعة كخطوة أولى للسماح بالإمداد الفوري، بمواد الإغاثة لتخفيف معاناة المدنيين السودانيين، مشددًا على ضرورة الموافقة فوراً على فتح ممرات إنسانية لتسهيل توزيع الإمدادات الأساسية واستعادة الخدمات.