فما الذي يمكن أن تحققه هذه الإجراءات من وفر.. سؤال طرحته إذاعة النور على الخبير الاقتصادي د. حسن سرور، الذي لفت ان هذه الاجراءات تحقق وفر لكنه لن يكون مجديا في تحقيق شيء من التقارب بين الايرادات والنفقات في الموازنة لان العجز كبير جدا وبالتالي تخفيض النفقات بضع ملايين من الدولارات لن يؤدي الى تغيير الحالة الاقتصادية والمالية العامة في البلد.

واوضح سرور انه عند تخفيض سلسلة الرتب والرواتب عند القطاع العام سيؤدي ذلك الى تراجع كبير في حركة النشاط الاقتصادي وبالتالي الى انكماش الحركة الاقتصادية في لبنان وسيكون مردوده سلبي على مستوى الايرادات، مضيفا " عندما نقوم بتخفيض النفقات ببضع مئات الملايين من الدولارات فان ذلك ينتج عنه تخفيض في الناتج المحلي الاجمالي بمليارات من الدولارات ما سيؤدي الى تخفيض الايرادات الحكومية بمئات ملايين الدولارات ما يعني ان هذا ليس حلا".

في الوقت الذي يجري فيه الترويج لهذه الإجراءات.. يتساءل البعض عما إذا كان هناك من إجراءات أخرى في مجالات عدة تحقق إيرادات أكثر.. ويوضح د. سرور بالقول " الهدر في مرفأ بيروت والخلل في تحصيل الايرادات فيه يساوي مليار دولار سنويا، الهدر في الاملاك البحرية يقدر بأكثر من 170 مليون دولار، اضافة الى الهدر في نفقات الوزارات وايجارات المباني والاملاك العامة مثل ملعب الغولف الذي تم تأجيره بمبلغ زهيد جدا هذا كله يندرج ضمن الهدر ".

الى ذلك، لفت د. سرور الى الهدر في مجالس عديدة منها الرواتب المتضخمة في هيئة "اوجيرو" وهيئة الطاقة وغيرها من الهيئات .

قد تكون خطوة حكومة الحريري في التقشف وخفض العجز متأخرة.. ولكن أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً.. هذا مع ضرورة التنبيه إلى عدم مد اليد على لقمة الفقراء.. خصوصاً وأن لدى المسؤولين عشرات الأبواب التي يمكن من خلالها أن توفّر مليارات الدولار وفق ما يؤكد المراقبون.