
مع كلِ استحقاقٍ في لبنان تُطل السعوديةُ برأسها لفرض املاءاتِها على بعض القوى اللبنانية واخضاعهم لشروطٍ يضعها المسؤولون السعوديون وفقاً لأجندة الرياض
فبعد سقوط رهانها في الانتخابات النيابية على خسارة محور المقاومة تسعى السعودية
للتدخل في الحكومة الجديدة وتقسيم الحصص الوزارية وفق رؤيتها ضاربة عرض الحائط
التركيبة السياسية في لبنان، وفي السياق تأتي الزيارة العاجلة لرئيس الحكومة سعد
الحريري الى الرياض بعدما استعجل الاستشارات النيابية غير الملزمة وحصرها في يوم
واحد فيما تستغرق هذه الزيارة الى السعودية اياما عدة فماذا تحمل زيارة الحريري
الى السعودية سؤال يجيب عنه لاذاعة النور النائب السابق ناصر قنديل: "
ليس خافيا على احد ان هذه الزيارة ترتبط بتشكيل الحكومة و هو ذهب الى
السعودية ليستكشف ما هو المطلوب منه
"
ويشير قنديل الى ان السعودية تسعى لاستغلال بعض القوى لتحقيق مأربها داعيا
الى التطلع للمصلحة الوطنية قائلا : "باستطاعة السعودية ، بأن تعطل تشكيل
الحكومة الجديدة تحت شعار الوقت ، و ذلك لإضعاف مناعة لبنان و تركه امام الضغوط
الاقتصادية و الامنية و تعطيل الدولة في لبنان "
اذاً، لا تتوانى السعوديةُ عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية من دون ان تقيم اعتباراً للواقع اللبناني مستفيدة من اتخاذ بعض الافرقاء السياسيين ادوات لها في لبنان، وفي مقابل ذلك يبقى التماسك الداخلي في حفظ السيادة والإجماع الوطني حول القضايا المحلية السلاح الامضى في مواجهة تلك التدخلات.