أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أننا ننظر بعين الارتياح إلى معالجة المشكلة السياسية الأمنية الأخيرة التي نتجت عن حوادث الجبل وإلى عودة الحكومة إلى عملها، لأننا نحتاج إلى حالة طوارئ حكومية لمعالجة الملفات العالقة، وبالموازاة فإن هذه المعالجة تركت العدالة تأخذ مجراها عبر القضاء
مشيراً إلى أننا اليوم نعيش استقراراً أمنياً في مواجهة العدوين الإسرائيلي والتكفيري، لأن المقاومة أكملت طريقها بعد تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي والانتصار عليه في مثل هذه الأيام في الدفاع عن بلدها من خلال ما قامت به في سوريا مع حلفاء سوريا، وكذلك على الحدود وفي الداخل، ليبقى لنا الوطن محصناً منيعاً قادراً على الاستمرار.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي السنوي الذي يقيمه اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، بالتعاون مع التعبئة التربوية في حزب الله للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية، وذلك في السوق التجاري لمدينة بنت جبيل بحضور رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل عطالله شعيتو، رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، وعدد من رؤساء البلديات والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأكد النائب فضل الله أن هناك حالة مطمئنة للاستقرار الأمني في بلدنا اليوم، ونحن دائماً من موقعنا السياسي نحاول أن نعمم هذا الاستقرار الأمني على الاستقرار السياسي، وأن نسعى لمعالجة المشكلات التي تطرأ على بلدنا بالهدوء والحوار وبعيداً عن السجالات وعن أي لغة طائفية أو مذهبية أو أي استفزاز، ولذلك نظرنا بعين الارتياح إلى معالجة المشكلة السياسية الأمنية التي نجمت عن حوادث الجبل الأخيرة.
وأضاف النائب فضل الله إن المشهد الذي رأيناه بالأمس يعيد على الأقل نوعاً من الاستقرار إلى الوضع السياسي، بموازاة أن تأخذ العدالة مجراها وفق الآليات القضائية المعتمدة في لبنان، وأن يحدد القضاء المسؤوليات، ولكن كان لا بد من هذا النوع من الحوارات والمعالجات من أجل أن تستعيد الحكومة نشاطها وعملها، وهذا ما تم في اليومين الماضيين، وهو ما يشكل عنصراً إيجابياً يسمح لهذه الحكومة بأن تقوم بدورها، لا سيما وأنها تحتاج إلى اجتماعات يومية لا أن تتعطل لشهر أو أكثر، لأن حجم الملفات الموجود على طاولة مجلس الوزراء والمشاكل التي تحتاج إلى معالجة، تستدعي نوعاً من الطوارئ الحكومية التي تسمح على الأقل بالتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والمالية التي نعاني منها.
وأشار النائب فضل الله إلى أننا حددنا في موازنة العام 2019 ثلاثة شروط للموافقة عليها، واحدة منها دعم الجامعة اللبنانية، وقلنا لبقية الكتل، إذا سرتم معنا في هذا الأمر، فنحن مستعدون أن نصوت لصالح الموازنة، وهذا ما حصل، لأن الجامعة الوطنية تتيح الفرصة للتخصص الجامعي لأغلب الطلاب والطالبات، وهناك الكثيرين ممن يطالبون بفتح فرع في منطقة بنت جبيل، ولكن هذا الأمر غير متوفر لطبيعة الجامعة وتفريعها واختصاصاتها وعدد طلابها، فلدينا فروع للجامعة الوطنية في النبطية وصيدا، ونحن سنبقى إلى جانب هذه الجامعة، وسنعزز دورها إن شاء الله لتستوعب هذه الكفاءات.
وختم النائب فضل الله بالقول إننا نقول بأن هناك فرصاً للأمل كي لا تكون الصورة سوداء، فلدينا صور بيضاء مستمدة من تضحيات مقاومينا ودماء شهدائنا وسعينا على المستوى الداخلي للإصلاح، فبالحد الأدنى رغم الوضع الطائفي والمذهبي والسياسي والتركيبة الداخلية، نحن ماضون في الخطوات الإصلاحية، وملاحقة السارقين والناهبين والفاسدين الذي أثقلوا مالية الدولة، ويحاولون تيئيس الناس من إمكانية أن يكون لدينا دولة حقيقية في لبنان، ونحن كما انتصرنا على عدوينا الإسرائيلي والتكفيري، سننتصر إن شاء الله على الفاسدين الذين لا يقلون خطورة عن أعدائنا الذين أرادوا تدمير الحجر هنا، فهؤلاء الفاسدين يدمرون البشر وثقة الناس بدولتهم ووطنهم، ونحن كما انتصرنا في المعارك العسكرية، سننتصر إن شاء الله في المعركة وإن كانت تحتاج إلى وقت، ففي المقاومة بقينا سنوات، ولكننا انتصرنا في النهاية، وسننتصر إن شاء الله في هذه المعركة.
وفي الختام تم توزيع هدايا الشهادات التقديرية على المكرمين.