قضية الإمام موسى الصدر حاضرة في وجدان الوطن بعد طول غياب.. ما هي أبرز المحطات في مسيرة سيّد المقاومة المغيّب؟ (تقرير)
تاريخ النشر 08:25 31-08-2019الكاتب: محمد علي طهالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
355
في ليبيا كانت آخر محطات الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.. هذا ما عرف من قضيةٍ مضى عليها واحدٌ واربعون عاماً، لكن الأكيد أنها لم تُنسَ رغم سنين الغياب الطويلة.
ما هي أبرز المحطات في مسيرة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر؟
بعد أن عاش في إيران والعراق ليتابعه دراسته الأكاديمية والحوزووية عاد الإمام الصدر إلى لبنان ليمارس حياته الإجتماعية والسياسية مهتماً بأمور الناس المعيشية والحياتية، فحظي بشعبية كبيرة على المستويات كافة، خاصة بعد أن وسعَ دائرة نشاطاته الفكرية والمعرفية والثقافية والدينية، وتحرك بمختلف قرى جبل عامل ثم في قرى ومناطق بعلبك-الهرمل ليعيش حياة سكانها ومعاناتهم من الحرمان.
واستمرت جولات الإمام وصولاته في مختلف المناطق اللبنانية والتقى بمختلف فئات الشعب اللبناني وطوائفه، داعياً إلى نبذ التفرقة الطائفية، كما قاد حملة مطالبة السلطة اللبنانية بتنمية المناطق المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي، وصولاً إلى عام 1979، حين انتخب الإمام الصدر أول رئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وـسس حركة المحرومين وأنشأ أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" وكان من أوائل المؤسسين لعقيدة طرد المحتل "الإسرائيلي".
في الخامس والعشرين من آب عام 1978، كان موعد الزيارة الرسمية للإمام السيد موسى الصدر إلى ليبيا برفقة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بعد أن لبوا دعوة الرئيس الليبي آنذاك لحضور "عيد الثوار" في طرابلس الغرب، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان .
ففي اليوم الواحد والثلاثين من آب، شوهد الإمام للمرة الأخيرة خارجاً ورفيقيه من فندق الشاطئ في طرابلس الغرب، وبعدها انقطعت أخبارهم إلى هذا الحين، ما شكل صدمة أثارت ضجة عالمية دفعت السلطات الليبية بتاريخ الثامن عشر من أيلول من العام نفسه إلى القول إن الإمام ورفيقيه غادروا ليبيا بتاريخ الحادي والثلاثين من آب وتوجهوا إلى إيطاليا. هذا الموقف قابله القضاء الإيطالي بالرد وثبت أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلا إلى الأراضي الإيطالية.
الحكومة اللبنانية أوفدت بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا لاستجلاء القضية، فرفضت السلطات الليبية السماح لها بدخول أراضيها، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تثبتت من أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يصلوا روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطات الليبية في بيانها الرسمي.