إضافة إلى انتقادها حزب الله وزعمها أنه يهدد استقرار لبنان. لذا، فإن ما فعلته لا يمكن وضعه في خانة العمل الطبيعي للأصول وللأعراف الديبلوماسية.

هذا ما يؤكده وزير الخارجية السابق الدكتور عدنان منصور لإذاعة النور،  لافتاً إلى أن "السفيرة الأميركية وجّهت إنتقادات شديدة اللهجة لشريحة كبيرة من اللبنانيين، وشكّلت تصريحاتها إساءة للدولة اللبنانية وسيادتها وشعبها عندما نعتت فريقاً مقاوماً بالإرهاب وبأنه يهيمن على الدولة، وهذه ليست تصريحات عادية".

ويشدد الوزير منصور على أنه على أيّ ديبلوماسي أو سفير التقيّد بالأعراف الديبلوماسية، لا سيما باتفاقية فيينا، التي تنصّ مادتها الحادية والأربعين على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، فيما تسمح المادة 9 للدولة بأن تعتبره غير مرغوب فيه إذا ما تمادى في تصريحاته الفجّة، علماً بأنه بإمكان سفير أي دولة أن ينقل وجهة نظر دولته المتشددة عبر مذكّرات رسمية أو طلب لقاءات رسمية.

ويؤكد منصور أن السفيرة الأميركية لم تخالف الأصول، إنما هي تعرضت للسيادة اللبنانية عبر تصريحات عشوائية مهينة، وهذا تجاوز مفضوح لسياسة الدولة وقرارتها، ولو حصل ذلك في دولة أخرى غير لبنان لكان السفير عرضة لانتقادات شديدة أو للإعلان عن عدم الرغبة فيه.

عادة ما كانت واشنطن تستخدم أدواتها الداخلية للتعبير عن مواقفها من الملفات المطروحة، إلا أنها هذه المرة تجاوزت ذلك. ويتساءل البعض أنه لو أن سفيراً لبنانياً في واشنطن أطلق اتهامات عشوائية بحق حزبٍ في الولايات المتحدة، هل كانت إدارته تتقبل ذلك؟