أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن الوعد الذي أطلقه لاستقدام المشتقات النفطية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لبنان لا يزال قائماً
وأن حزب الله أنجز كل المطلوب لهذا الأمر ويبقى التنفيذ في حال استمر عجز الدولة عن تأمينه لشعبها، منتقداً كل الذين سارعوا للتهجم على مبادرته وهم لا يقدمون شيئاً للبنان وللبنانيين ولا يشعرون بجوع ووجع الناس.
واكد سماحته ان كل المقدمات الادارية واللوجستية لانجاح خطوة ايصال المحروقات الى المواطنين اللبنانيين اصبحت جاهزة ومنجزة ونحن فقط بإنتظار نقطة الصفر للتنفيذ.
وفي كلمة له دعا سماحته هؤلاء إلى إظهار تضامنهم مع اللبنانيين بدل السباب والشتائم والتخوين والفلسفة، متسائلاً: "لماذا لا تلجأ الدولة إلى خيار إنشاء مصافي للمشتقات النفطية وتأمين جزء كبير من حاجات السوق اللبناني بكلفة أقل"، مؤكدا ان هناك شركة جاهزة لهذا المشروع وتحتاج فقط إلى التوقيع والموافقة.
ودعا السيد نصرالله من يستطيع الذهاب الى السعودية ودول الخليج للحصول على النفط والمحروقات بالليرة اللبنانية بالمبادرة "وسنكون اول المباركين".
السيد نصر الله رأى أن البلد يتجه لرفع الدعم تلقائياً بسبب سياسات معروفة ما يفرض علينا ترتيب أمورنا، داعياً جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها، معتبراً أن البطاقة التمويلية ستساعد عدداً كبيراً من العائلات على الصمود.
واكد سماحته ان ترشيد الدعم يحتاج الى قرار جريء وشجاع لان على الجميع ان يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وطالب السيد نصر الله الناس بالتحلي بالحكمة والتروي في هذه المرحلة الصعبة التي نمر فيها، مشدداً على أن تخريب المنشآت العامة لا يساعد أحداً وقطع الطرقات وأذية الناس لا يحقق هدفاً، داعياً إلى الصبر والتحمل للحفاظ على السلم الأهلي والإستقرار، محذراً من أن البعض يريد أخذ البلد نحو التفجير خدمة للعدو.
في الملف الحكومي، راى الأمين العام لحزب الله أن إتهام حزب الله بتعطيل تأليف الحكومة هو إفتراء وتضليل، لافتاً إلى أن الأميركيين هم الذين يحاولون رهن الملف اللبناني بالمفاوضات النووية مع إيران التي ترفض ذلك، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود الداخلية لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لكي يخرج البلد من هذا المأزق.
ولفت سماحته إلى أن مبادرة الرئيس نبيه بري أدت مع الأطراف المختلفة للوصول إلى نقطة مهمة وهي الإتفاق على عدد الوزراء، مشدداً على أن فكرة المثالثة غير منطقية في الحياة السياسية اللبنانية وهي غير مطروحة أصلاً.
وحول طرح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الإستعانة بسماحته لتذليل العقبات في الملف الحكومي أعلن السيد نصر الله أنه بدأ بتلبية هذه الدعوة ليس من موقع الحكم أنما "من منطلق أننا نريد أن نمد يد العون وندافع عن حقوق كل لبناني وهذا من واجبنا"، منتقداً بعض الشتامين والمحرضين والتكفيريين السياسيين الذين سارعوا لاستغلال طلب باسيل من منطلق حقدهم، مشدداً على أن المشاورات والإتصالات ستستمر وأن الحوار هو الإطار الوحيد والمنطقي للوصول إلى تشكيل حكومة ينتظرها اللبنانيون جميعاً.
السيد نصر الله إنتقد التحريض الأميركي على حزب الله من خلال اعتباره حجر عثرة أمام دعم الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن الهدف الحقيقي من وراء ذلك إنما تحريض المقاومة وجمهورها على الجيش، مؤكداً أن حزب الله لطالما كان مع دعم الجيش وتسليحه ليكون قادراً على مواجهة أي عدوان إسرائيلي.
ولفت سماحته الى انه "نحن دائما كنا ندعو الى تقوية الجيش اللبناني ونطالب ان يكون لديه قدرة صاروخية ودفاع جوي حقيقي وقادر على الدفاع عن سيادة لبنان وشعبه ومياهه وارضه في مواجهة التهديدات الاسرائيلية"، داعيا الى مساندة الجيش ودعمه محليا لانه الضمانة الحقيقية للاستقرار الامني في لبنان
الى ذلك، دان سماحته لجوء الإدارة الأميركية إلى حجب مواقع إعلامية تنتمي إلى محور المقاومة، معتبراً أن هذا القرار هو دليل عجز وفشل، لافتا الى ان بعض وسائل الاعلام التابعة لانظمة وجماعات ارهابية لا تمس وتحظى بالدعم والرعاية من قبل الادارة الاميركية
السيد نصر الله قدم التعازي بضحايا حادث السير المفجع على طريق السعديات من آل حويلي وزين، موصياً أهلهم وذوويهم بالصبر والحكمة لتخطي هذا الإمتحان.