حتى العام 1991 بقيت أوكرانيا ضمن الإتحاد السوفيتي كالعديد من دول أوروبا الشرقية إلى أن نالت استقلالها بعد تفككه لتصبح دولة مؤلفة من 24 محافظة تتمتع اثنتان من مدنها بمركز خاص وهما كييف العاصمة ‏وسيفاستوبول التي تضم أسطول البحر الأسود الروسي.

تمتلك أوكرانيا ثاني أكبر جيش في أوروبا بعد روسيا ويعيش في البلاد 42,7 مليون نسمة ولكن بعد أن شهدت نزعة إنفصالية بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك وضم روسيا شبه جزيرة القرم تقلص عدد السكان بشكل كبير.

معالم الخلاف الروسي الغربي برزت مع توسع حلف شمال الأطلسي في العديد من دول شرق أوروبا وهو ما اعتبرته موسكو تجاوزاً للخطوط الحمر واستهدافاً لأمنها الاستراتيجي.

منذ أوائل 2014 شهدت أوكرانيا أزمة سياسية بعدما قامت القوات المسلحة الروسية ببسط سيطرتها على شبه جزيرة القرم وأجري استفتاء من بعده ضم شبه الجزيرة إلى قوام روسيا الإتحادية والذي اعتبرته أوكرانيا ومعها الغرب احتلالاً وتعدياً على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

بعد ذلك تصاعدت التظاهرات المؤيدة لروسيا في دونباس شرق البلاد مما أدى إلى حدوث صراع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والجماعات الإنفصالية المدعومة من موسكو، وفي شهر آب من عام 2014 عبرتْ المدرعات الروسية حدود دونيتسك من عدة مواقع وقامت بدعم الموالين لها.

وفي الثاني والعشرين من شباط الجاري أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك إنطلاقاً من الحفاظ على أمن ومصالح روسيا الإتحادية الأمر الذي أثار حفيظة الغرب وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية التي أطلقت مع حلفائها رزمة جديدة من عقوباتها ضد موسكو.

وفجر هذا اليوم أعلن الرئيس بوتين إنطلاق عملية عسكرية روسية في أوكرانيا، محذراً من أن رد بلاده على كل من يحاول التدخل في هذا البلد سيكون فورياً، تاركاً بذلك الغرب متخبطاً ومربكاً إزاء هذا الواقع الجديد.