فكيف سيكون عليه الواقع في هذه البلدان يشرح لإذاعة النور الباحث الإقتصادي د.محمد حيدر، معتبراً أنّ كلّ المشتقّات النفطيّة في الخريف القادم ستكون حاجة أساسيّة للمواطن في مجال التدفئة، ليس فقط في أوروبا، إنّما في كلّ أنحاء العالم،ويشير حيدر إلى أنّ في أوروبا بشكل خاص هناك أزمة بسبب الحاجة الكبيرة للطّاقة في ظلّ زيادة الفاتورة على المواطن، وارتفاعها بقيمة 80 بالمئة،وهذا بحسب حيدر يُحبط القدرة على الإستمرار بحياة مستقرّة خاصّة مع وجود المشاكل الإقتصاديّة وارتفاع أسعار السلع، ويؤكّد حيدر أنّ هذا ما يولّد لدى المواطن شعور الإستياء تجاه الحكومة لأنّها لا تملك القرار بلجم هذه الأسعار التي تفرضها الشركات.

وأوضح حيدر أنّ التبعيّة الأوروبيّة للولايات المتّحدة وتحديداً فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا ستكلفها غالياً وستزيد من مآسيها على المستويات كافة، والسبب وراء ذلك يعتبره حيدر هو إعتماد الأوروربّي على الوعود الأميركيّة لتزويده بالطاقة، مشيراً إلى أنّ الأوروبّي هو من سيدفع الثمن، لأن هذه الأزمة بحسب تعبيره مشابهة للإضطرابات التي حصلت أيام أزمة السُترات الصفر في فرنسا التي كان سببها الرئيسيّ إرتفاع أسعار الطّاقة.

وفق دراسة لمجلة "دير شبيغل" الألمانية إرتفع سعر الغاز في أوروبا أكثر من ثلاثة أضعاف عن العام الماضي ما يمثّل دافعًا للتضخم المتفشي الآن وعلى الرغم من أن عقود الشراء والتوريد تحاول التقليل من حدّة الأسعار فإن المقبل من الأيام يحمل نذر أزمة طاقة كبيرة جداً في  أنحاء أوروبا كافّة.