المفتي دريان: نريد رئيساً يحافظ على الطائف ويحذر من المساس بصلاحيات رئيس الحكومة | خاص ـ مصور
تاريخ النشر 19:39 24-09-2022الكاتب: علي عاشورالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
26
24 نائباً سنياً من أصل 27، حضروا ضيوفاً لدى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى في بيروت، في اجتماع أكد في مستهله المفتي دريان ضرورة تكاتف الجهود الوطنية لازالة كل العراقيل التي تزيد الازمات تعقيداً:
اجتماع للنواب السنة في دار الفتوى بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان
"لقدِ اعْتَادَتِ الدَّارُ على أنْ تَكونَ حَاضِرَةً وَمُؤثِّرةً في الأَحدَاثِ الوَطَنِيَّة ، التي تَمَسُّ الصَّالِحَ العامَّ لِلمُواطِنِين، وَكيفَ تُؤثِّرُ إيجاباً إلاّ بِكُمْ ، أنتمُ الذين يَنبَغِي أنْ تُمَثِّلُوا النَّاسَ بَعدَ انتخاباتٍ صَعبةٍ وَسَطَ هذه الكَارِثَةِ التي لم يَشْهَدِ الوَطَنُ مَثيلاً لها مِنْ قَبل. فنحن نَجتَمِعُ اليومَ لِهَدَفٍ هو أبعدُ ما يكونُ عَنِ الضِّيقِ الطَّائفِيِّ أوِ المَصلَحِيّ . لقد أردتُ جَمْعَ الشَّمْلِ على أهدافٍ وَطَنِيَّةٍ سامية . ونحن في الأصلِ أَهْلُ شُورَى وتعاوُن . فعلينا بِالوَحدَةِ مَهمَا اخْتَلَفَتْ آراؤنا ، وَطنُنا في خطر . ودَولتُنا في خَطَر. ومُواطِنُونا في أَقْصَى دَرَجَاتِ البُؤس. وَالمَسؤُولِيَّاتُ مُشتَرَكَة . وَأَردْتُ أَنْ نَكونَ يداً وَاحِدةً ، وَصَوتاً واحِداً فِي تَحقِيقِ مَا يَصبُو إليه النَّاسُ جميعاً ، مِنْ تَشكِيلِ حُكُومة، وَانْتِخَابِ رَئيسٍ جَديدٍ لِلجُمهُورِيَّة، لِمُعَالَجَةِ الأَزَمَاتِ التي يُعانِيهَا المُوَاطِنُ على المُستَوَيَاتِ كَافَّة، اِقتصادِيَّةً وَاجْتِمَاعِيَّةً وَمَعِيشِيَّةً وَتَنمَوِيَّة. ولا شكَّ في أنَّ هناكَ كَثِيرِينَ بَينَ السَّادَةِ النُّوَّاب، مِمَّنْ يُمكِنُ أنْ تَتَعَاوَنُوا وَإيَّاهُمْ ، على جَمْعِ الكَلِمَةِ على الرَّئيسِ الجَدِيدِ المُؤَهَّل. همِّي أنْ يكونَ لنا صَوتٌ وَاضِح، حَسْبَمَا هي تَقالِيدُنا وَأعْرَافُنا في تَشكِيلِ اللُّحمَةِ الوَطَنِيَّة ، في أَصعَبِ التَّحَدِّيَاتِ وَالظُّرُوف"
وعن استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية قال المفتي دريان:
"لا يَخفَى عليكُمْ أنّ البَقَاءَ لِلأَوطَانِ وَالدُّوَل ، مَنُوطٌ بِفَعَالِيَّةِ مُؤَسَّسَاتِها الدُّستُورِيَّة ، وَعَلى رَأْسِهَا رِئاسةُ الدَّولة. فالرَّئيسُ هو رَمزُ البِلاد ، وَحَامِي دُستُورِها الذي عليه يُقْسِم؛ وأُشِيرُ هُنَا إلى الأَهَمِّيَّةِ الفَائقَةِ لِمَنْصِبِ رِئاسَةِ الجُمهُورِيَّةِ في لُبنانَ بِالذَّات، فَالرَّئيسُ المَسِيحِيّ، رَمزٌ وَوَاقِعٌ لِلعَيشِ المُشتَرَك، الذي يَقُومُ عليه النِّظَامُ الذي اصْطَلَحَ عَليهِ اللبنانيون. وَيَنظُرُ إليهِ العَرَبُ بِاعترافٍ وَتَقدِيرٍ لِلتَّجْرِبَةِ اللبنانية، لأنَّهُ الرَّئيسُ المَسِيحِيُّ الوَحِيد، في العَالَمِ العَرَبِيّ. إنّ رَئيِسِ الجُمهُورِيَّةِ في النِّظَامِ السِّيَاسِيِّ اللبنانِيّ، هو رَأْسُ المُؤَسَّسَاتِ الدُّسْتُورِيَّةِ القَائمَة. ولا يَنْتَظِمُ عَمَلُهَا وَلا يَتَوَازَنُ إلاّ بِحُضُورِه، مِنْ خِلالِ انْتِخَابِ مَجلِسِ النُّوَّابِ له. ولِضَرُورَاتِ انْتِخَابِ رَئيسٍ جَديد ، ينبغي الحِفاظُ في الفُرصَةِ الأَخِيرَةِ على وُجُودِ النِّظَامِ اللبنانِيّ ، وَسُمعَةِ لُبنانَ لَدَى العَرَبِ وَالدَّولِيِّين . فقد تكاثَرَتِ الأَزَمَات، وَتَكَاثَرَتْ الاستثناءَات ، وَتَكَاثَرَتْ حَالاتُ الغِيَابِ أَوِ الضَّعف ، أو الانْسِدَادِ في سَائرِ المُؤَسَّسَاتِ وَالمَرَافِق، بِحَيثُ دَخَلْنَا في وَضْعِ الدَّولةِ الفَاشِلة، وَنَحنُ سَائرونَ بِسُرعَةٍ بِاتِّجَاهِ اللادَولَة؛ وَيُوشِكُ العَرَبُ وَالعَالَم ، أَنْ يَتَجَاهَلُوا وُجُودَ لبنان، بِسَبَبِ سُوءِ الإِدَارَةِ السِّيَاسِيَّةِ على كُلِّ المُستَوَيَات. لا بُدَّ مِنْ رَئيسٍ جديدٍ لِلجُمْهُورِيَّة، وَأنتُمُ المَسؤولون عن حُضُورِهِ أَو إحضَارِه ، وستكونون في طَلِيعَةِ المَسؤولين عَنْ غِيابِهِ لأيِّ سببٍ كان . لا بُدَّ مِن رئيسٍ جديدٍ يُحافظُ على ثوابتِ الوَطَنِ والدَّولة ، فَيَا أيُّها النُّوَّابُ الكِرام ، ساهِمُوا- وهذه مسؤولِيَّتُكُم – في التغيير، وفي استعادَةِ رِئاسَةِ الجُمهُورِيَّة ، لاحْتِرَامِها وَدَورِها بِالدَّاخِل، وتُجاهَ الخارج".
وعقب الاجتماع، أصدر لقاء نواب السنة بياناً اكد فيه العمل مع أَعضاء المجلسِ النيابي لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورِية، يكون ممن يحترِمون الدستور، مع التشديد على أن عدو لبنان كان ولا يزال هو العدو الإسرائيلي، الذي يواصل احتلال أَجزاء مِن الأراضي اللبنانية.