
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ان المرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية هو الوزير سليمان فرنجية ونعتبر انه يملك المواصفات المطلوبة، مكرراً القول" نريد انتخاب رئيس ولا نريد الفراغ وهذه المصلحة الوطنية الاكيدة"
واضاف السيد نصرالله في الاحتفال التكريمي الذي ينظمه حزب الله بمناسبة يوم الجريح وتكريمًا للاسرى والمحررين، في مدرسة الإمام المهدي - شاهد في بيروت، وبالتزامن في مدن بعلبك - الهرمل - بنت جبيل - النبطية ودير قانون النهر "نحن ملتزمون بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورة الاولى والثانية، ولا نقبل ان يفرض الخارج على لبنان رئيسا، ولا نقبل فيتوات خارجية على اي مرشح ايا كان هذا المرشح سواء ندعمه او نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر".
السيد نصر الله اكد ان قرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة بل نعمل ليلا نهارا ليكون انتخاب الرئيس غدا"، مضيفا"من ينتظر تسوية ايرانية اميركية سينتظر 100 سنة ومن ينتظر تسوية ايرانية سعودية سينتظر طويلا، قائلا: "تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البعد الداخلي كاملًا".
وقال السيد نصرالله: "في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بانه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة"، واضاف "نقول لهم اليوم هذا حقكم الطبيعي والدستوري وقلنا ذلك سابقًا وبالتالي لا مشكلة لدينا بذلك ولكن المفارقة أنَّ ما كان حرامًا في الماضي صار حلالًا الآن بل واجبًا".
ولفت السيد نصرالله إلى أنّه: "بالنسبة لنا ليس لدينا شيء اسمه مرشح حزب الله، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله"، مشيرًا إلى أنّ "الرئيس ميشال عون سابقًا لم يكن مرشحًا لحزب الله بل نحن دعمنا من هو المرشح الطبيعي"، كاشفًا أنّه "بدأنا حوار مع حلفائنا لدعم مرشح للرئاسة ووصلنا الى نتائج".
وصرّح السيد نصرالله عن "جلسة انعقدت مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقلت له المواصفات التي يريدها حزب الله في الرئيس وقلناها في الإعلام وهي عدم طعن ظهر المقاومة والشجاعة والتواصل مع جميع الأطراف وغيرها، وقلت له بان هذه المواصفات موجودة في حضرتك ورئيس تيار المردة وبما انك لا تريد الترشح لذلك فإن مرشحنا الذي ندعمه هو النائب سليمان فرنجية؛ واتفقنا بعد النقاش مع النائب باسيل بأن للبحث صلة".
وتابع السيد نصرالله: "في آخر لقاء حصل بين وفد قيادي من حزب الله مع وفد من التيار الوطني الحر طرحنا بان نقدم لائحة ومن ضمن هذه اللائحة اسم سليمان فرنجية".
ولفت سماحته الى انه"عندما نتخلى عن الورقة البيضاء ونكتب اسم مرشح على الورقة فهذا التزام جدي فنحن لا نناور ولا نقطع وقتًا ولا نحرق اسماء مرشحينا؛ والمرشح الطبيعي الذي يدعمه حزب الله في الانتخابات الرئاسية ونعتبر ان المواصفات الذي نأخذها بعين الاعتبار موجودة في شخصه هو الوزير سليمان فرنجية".
وعن ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر قال السيد نصرالله "منذ توقيع التفاهم في 6 شباط 2006 نحن حريصون على هذا التفاهم وما زلنا ولكن هذا التفاهم لم يحولنا الى حزب واحد بل ما زلنا حزبين وليس في التفاهم ما يلزم الاخر بضرورة الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية او رئيس المجلس او رئيس الحكومة" مضيفًا: "تحالفنا وتفاهمنا لا يلزمهم بانتخاب رئيس مجلس النواب الذي نريد وكذلك الامر في الملف الرئاسي او الحكومي".
وتابع: "دعمنا ترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم مار مخايل وليس من لوازم التفاهم ولذلك اليوم دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية لا يعني التخلي عن التفاهم او الانسحاب منه".
واشار سماحته الى انه "خلال الفترة الماضية كان هناك بعض الملاحظات من قبل الطرفين ولكن بعض قيادات التيار هاجموا حزب الله بينما نحن احتفظنا بانتقاداتنا للجلسات الداخلية"؛ لافتًا إلى أنّه أحرص الناس في حزب الله على هذا التفاهم، ونحن حريصون على هذا التفاهم وعلى الصداقة والعلاقة مع التيار الوطني الحر ولبنان احوج ما يكون لتوسيع العلاقات، فلبنان بحاجة للتهدئة والحوار والتواصل والا علينا التعايش مع الفراغ الرئاسي".
ولفت السيد نصرالله إلى أنّه "بالنسبة لأصدقائنا فإيران وسوريا لم ولن يتدخلان في الاستحقاق الرئاسي"، مؤكدًا أنّ: "قرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة بل نعمل ليلًا نهارًا ليكون انتخاب الرئيس غدًا".
في موضوع الحدود البحرية اكد السيد نصر الله ان "المقاومة لن تتسامح في أي شبر من الارض، ولن نتخلى عن حبة تراب من ارضنا او نقطة ماء من بحرنا"، مشدداً على ان "المعادلة الرادعة للعدو هي "الشعب والجيش والمقاومة" التي تحمي اليوم حدودنا وارضنا وبحرنا وستحمي ابار النفط لاحقا وهذه المعادلة صنعها شعبنا وجراحنا واسرانا وشهداءنا وهذه القوة الرادعة لم يقف معها احد الا ايران وسوريا".
وقال السيد نصرالله: "هناك محاولات للعدو للتمدد بأمتار خارج الخط الأزرق على حدودنا الجنوبية ورأينا مشاهد الناس العُزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال دون أي خوف بجرأة وشجاعة"، ، واضاف " العدو الصهيوني عودنا انه يقتل ويقصف ويجرح دون رادع ولكنه اليوم على مسافة قصيرة يواجه مدنيين وجنود الجيش اللبناني ويهددونه بالانسحاب ويشهرون السلاح بوجهه ومع ذلك لا يجرؤ العدو على اطلاق النار وكل ذلك بسبب هذه المعادلة الرادعة"، متسائلا: "هل كان يمكن ان يحصل ذلك لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان؟".
واشار سماحته الى انهم "يريدون اليوم ان يسلبونا هذه القوة بالاغتيال وتشويه السمعة وتأليب الراي العام العالمي علينا وبالتجويع والدفع نحو الفوضى ونحن لم ولن نستسلم ولدينا خياراتنا"، وتوجه السيد نصرالله إلى أعداء لبنان بالقول: "رهاناتكم خاسرة وخياراتكم فاشلة والشعوب في المنطقة اصبح لديها من القوة والوعي لتعرف نقاط القوة لديها".
اقليميا، اكد سماحته ان " كل ما يحصل في كيان العدو هو من مؤشرات النهاية لهذا الكيان"، مشيرا الى ان "العدو يعتقد ان التهديد للاسرى بإعدامهم سيخيفهم بعدم الاقدام على العمليات ولكن قانون اعدام الاسرى سيزيد من ايمان وشجاعة واقدام الشباب الفلسطيني على العمليات وهذا الاجراء هو اجراء احمق"، مؤكداً التضامن مع قضية الأسرى الفلسطينيين، مشددا على ان الشعب اللبناني اكثر يدرك من بين شعوب العالم معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي المناسبة اكد سماحته ان "يوم الجريح كما هو معروف اتخذناه يوم ولادة ابي الفضل العباس (ع) وهو القائد المخلص المضحي صاحب البصيرة والايثار العظيم العاشق لسيد ومولاه ابي عبدالله الحسين (ع) والذي قطعت يمينه فواصل القتال وقطعت يسراه وواصل القتال فهو عنوان ورمز جرحانا".
وأضاف السيد نصرالله: "ويوم الاسير اتخذناه يوم ولادة الامام زين العابدين (ع) وهو الشامخ والصلب بالرغم السبي ومرضه وعظمة المصائب التي شهدها وشاهدها في كربلاء، بقي الموقف الصارخ الجريء البين في وجه الطواغيت وهو عنوانًا ورمزًا لأسرانا".
وتوجه السيد نصرالله إلى الجرحى بالقول: "جرحانا منذ البداية حملوا دمائهم على اكفهم وتحملوا اعباء القتال وواجهوا كل المخاطر وكانوا دائمًا في مواقع القتال والجهاد ويتطلعون الى احدى الحسنيين النصر او الشهادة وشاء الله ان يروا النصر باعينهم شهداء احياء ليواجهوا امتحان من نوع آخر يتطلب صبرًا ويقينًا"، واضاف: "أخواني الجرحى والجريحات كل ما تعانونه من تبعات الجراح يكتب لكم جهادًا في سبيل الله تعالى".
وتوجه السيد نصرالله الى الشعب اللبناني بالقول:"جراح هؤلاء الجرحى يجب ان يكون رسالة واضحة وحجة ان الانجازات التي تحققت بفعل التضحيات لم تنتهِ تبعاتها وكذلك الاسرى الذين ترك فيهم الاسر امراض وتبعات". وخصّ السيد نصرالله بالذكر زوجات الجرحى، مؤكدا انهن "مجاهدات وعزيزات ولهن مقام عند الله تعالى".
وتابع السيد نصرالله: "اسرانا الذين أسروا في ميادين القتال او اعتقلوا بسبب علاقتهم مع المقاومة يجب ان نتذكر عذاباتهم حيث تعرضوا لتعذيب وحشي على يد الصهاينة وعملاءهم اللحديين وعلينا ان نتذكر الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات".
وتابع: "العديد من هؤلاء الاسرى عندما خرجوا من المعتقل عادوا على ساحات القتال ومنهم حصلوا على وسام الشهادة ونذكر القائد الشهيد سمير القنطار والشهيد فوزي ايوب".
وقال السيد نصرالله: "يجب ان نستحضر معاناة عائلات الاسرى الذين كانوا ينتظرون عودتهم وعانوا لسنوات طويلة دون اي معلومات او اخبار عنهم وهذه من مظالم الاسرى في السجون لا سيما في معتقل الخيام".
واستحضر السيد نصرالله كذلك في "يوم الاسرى" "صدقية المقاومة التي قالت "نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون ولم نترك اسرانا في السجون"، مؤكدا ان "هناك مفقودو الاثر وهؤلاء لم ولن نتخلى عنهم على الاطلاق".