السيد حسن نصرالله: أي عمل أحمق في فلسطين أو لبنان أو سوريا قد يجر المنطقة إلى حرب كبرى... يجب أن يبقى العدو قلقاً وخائفاً
تاريخ النشر 17:26 14-04-2023 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
68

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الجمعة، أن "أي عمل أحمق في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا قد يجر المنطقة إلى حرب كبرى"، مشدداً على ضرورة أن "يبقى العدو قلقاً ومرتعباً" وأن "لا يجب أن يقدم أحد تطميناً للعدو".

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

وخلال الاحتفال المركزي الذي نظمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال السيد حسن نصرالله إن يوم القدس هو يوم لتضامن شرفاء العالم مع فلسطين والقدس والشعب المظلوم فيها، وذكّر بذكرى شهادة الإمام السيد الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى"، وأضاف أن "من جملة المناسبات عدوان نيسان 1996 والصمود البطولي للمقاومة وللشعب وللجيش والانتصار الكبير من خلال فرض قواعد الاشتباك والذي غير المعادلات وأسّس لانتصار 2000".

وأطلق الأمين العام لحزب الله "رسالة تعاون ودعم للشعب الفلسطيني وانك لست وحدك"، واعتبر أن "التضامن في يوم القدس العالمي يوجه رسالة إلى العدو تزيد من قلقه ورعبه ونحن اليوم نحتفل بثقة ونحن نشعر بالأمان والقوة والعزة ولكن الكيان الإسرائيلي أعلن بالأمس استنفاره على كل الجبهات وأرسل تهديد فارغة لا قيمة لها إلى جميع الدول المحيطة".

وأشار السيد حسن نصرالله إلى "تطورات كبرى حصلت في العام الماضي على المستوى الدولي وعلى مستوى المنطقة وعلى مستوى الشعب الفلسطيني"، ولفت إلى أنّ "العدو أعلن استنفاره على كل الجبهات وكان يشعر بالخوف والقلق بينما محور المقاومة كان في طمأنينة"، وجزم بأن "دولياً تراجعت القوة الأميركية ولم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية والعقود الماضية. والشاهد الأول على تراجع أميركا أنها اضطرت للتراجع في فنزويلا بعد حصارها اقتصادياً وسياسياً والشاهد الثاني هو هزيمتها في أفغانستان، فالزلزال في أفغانستان أدى لقناعة أن الاستقرار في المنطقة لا يتوقف على العلاقة مع الولايات المتحدة بل التوافق والحوار هو الذي يشكل الضمانة".

وكشف الأمين العام لحزب الله أن "مسؤولين خليجيين قالوا لنا ان لديهم قناعة بأنه لا يمكن التعويل بشكل مطلق على الولايات المتحدة لحماية نظام او دولة"، وأضاف أن "لم تعد منطقة غرب آسيا أولوية للولايات المتحدة وهناك أولويات اخرى تشغلها مثل الحرب مع روسيا والمواجهة مع الصين"، واستدرك بالقول إن "الأميركيين يقولون للإسرائيليين أن أولويتنا في أوكرانيا وأولويتنا في تايوان وهذا يخفف عن إيران ويخفف عن العرب"، ونوه إلى أن "عندما تنشغل أميركا بساحات ولا تبقى قوة وحيدة سيؤثر ذلك استراتيجيًا على الكيان الصهيوني، فهذا التحول الدولي فائدته إيجابية لمحور المقاومة ونتيجته سلبية على الكيان الإسرائيلي"، وأعاد التذكير بأن "التطبيع جرى بطلب من الأميركي وليس كما يكذب بعض المسؤولين الصهاينة، والرهان كان خلال السنوات الماضية على انهيار كل بيئة فيها مقاومة وهذا كله فشل". 

وأوضح السيد حسن نصرالله أن "اليمن الذي كنا معه منذ اليوم الأول يشهد تطوراً إيجابياً وكل الأجواء إيجابية تأتي من اليمن والسعودية التي كانت طرف في الحرب وكذلك الإمارات... وهذا يسعدنا"، وقال إن "القيادة الشجاعة والحكيمة التي تجسدت بشخص السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله كانت منذ اليوم الأول تتحدث عن الدفاع عن اليمن".

وحول نتائج الاتفاق الإيراني السعودي شدد الأمين العام لحزب الله على أن  "الذي يجب أن يقدم أجوبة للناس هو الذي طرح أهدافاً كبيرة وعظيمة ولم يستطع أن يحقق أي منها لا في الإقليم ولا في اليمن"، مشيراً إلى أن محور المقاومة "يعلق أمالاً عظيمة ورهانات كبيرة على الشعب العراقي وإذا أضيفت إلى جهود محور المقاومة ستحقق تغييراً كبيراً".

ونوه السيد حسن نصرالله بـ"عودة الجزائر للعب دور أساسي بالنسبة القضية الفلسطينية وطردها الوفد الإسرائيلي من القمة الإفريقية"، وأضاف أن "الرهان على حرب أميركية مدعومة إسرائيلياً وخليجياً على إيران سقط"، معتبراً أن  "الاتفاق الإيراني السعودي له تأثيرات كبيرة على المنطقة وستبطىء مسار التطبيع وساعد على ذلك الأداء الأحمق لهذه الحكومة الإسرائيلية الفاسدة والمجرمة"، وشدد على أن "السند الحقيقي للمقاومة هي إيران بقيادة الإمام السيد علي الخامنئي ولذلك كان الحصار وتشكيل المحاور ضدها".

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن "التعديلات القضائية في كيان العدو هي حرب إلغاء يشنها نتنياهو بلا دم ويمكن أن تؤدي إلى دم وكادت أن تصل إلى الدم لولا تدخل الولايات المتحدة"، وتابع بأن "الانقسام امتد في كل الكيان على المستوى الأحزاب ووصل لرجال الأعمال والاستثمار ووصل للجيش ووحداته النظامية والاحتياط وهو انقسام يبنى عليه، مشيرًا إلى أنّ "هناك تراجع خطير وهائل في الروح القتالية والتضحية من أجل الكيان وكل محاولات ترميم الثقة في الكيان فشلت". 

وأعرب السيد حسن نصرالله عن إطمئنانه إلى أن "ما يجرى في الضفة والقدس من مقاومة مسلحة ووجود الأسود المنفردة والرجال والنساء والشيوخ والشباب والأطفال يقدمون أقوى صورة عن البيئة الحاضنة للمقاومة".

وحول تطورات جنوب لبنان الأخيرة، قال الأمين العام لحزب الله أن "ما جرى أخيراً بجنوب لبنان كان حدثا مهماً وكبيراً بالنظر للأوضاع منذ عام 2006 ولم أتكلم الأسبوع الماضي لأن حقيقة الأمر بحاجة لدراسة وتشاور مع الأخوة"، مضيفاً أن "اعتماد حزب الله سياسة الصمت كجزء من إدارة المعركة مع العدو أفضل وهي تقلق العدو قطعاً، وسياسة الصمت قد تقلق الصديق ولكن بما يتعلق بقلق الصديق يجب أن يعتبر أنها جزء من تضحياته في المعركة ويجب أن يبقى العدو قلقاً ومرتعباً، فلا يجب أن يقدم أحد تطميناً للعدو وهو الذي يعتد".

وتساءل السيد حسن نصرالله قائلاً: "لماذا يجب أن نعطي تطميناً للعدو؟!"، وأضاف أن "هذا الذي يرسخ ميزان الردع وقواعد الاشتباك التي حمت لبنان باعتراف من نتنياهو بالتنازل وإعطاء الحقوق في النفط والغاز، فالعدو الذي يهدّد اللبنانيين ويقصف سوريا يجب أن يبقى قلقاً ومرتعباً.. وتوازن الردع هو الذي جعل الرد الإسرائيلي محدوداً وسخيفاً". مفنداً إدعاءات رئيس وزراء العدو بالقول إن "أهم كذبة قالها نتنياهو أنهم قصفوا بنى تحتية لحزب الله وحركة "حماس" وهذا كذب واضح وكل وسائل الإعلام قامت بتصوير الأماكن التي قصفت وهي أماكن مفتوحة، فلم يقصف العدو الصهيوني أي بنية تحتية لحزب الله بل قصف بساتين الموز فقط".

وأكد الأمين العام لحزب الله أن "كل تهديدات العدو تزيدنا إصراراً على الحفاظ على معادلات الردع في مواجهة إي اعتداءات على لبنان، وأي اعتداء أو عمل أمني في لبنان سنرد عليه بالشكل المناسب ودون تردد".

وعن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، قال السيد حسن نصرالله إن "لماذا لا تردّ على الاعتداءات الإسرائيلية هذا الأمر مدروس جداً عند القيادة السورية"، وتابع "عندما ينتشر الجيش السوري على خط قتال لمئات الكيلومترات فلا تطلب منه أن يفتح جبهة أخرى، ومن الممكن أن تستغل أي مواجهة مع الإسرائيلي في سوريا من قبل الجماعات المسلحة على طول الجبهة مع الجيش العربي السوري".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنّ "الموقف السوري من الاعتداءات الإسرائيلية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات وحسابات العدو الخاطئة قد تظهر نتائجها في أي لحظة، وما حصل الأسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري".

وقال السيد حسن نصر الله إن "الضفة هي "درع القدس" بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبيرة، ودعم الضفة الغربية ليس فقط الدعم المعنوي والسياسي ولكن دعمها بالمال ويجب أن نعمل له جميعاً، وكل من يستطيع أن يوصل سلاحاً إلى الضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك وهذا الأمر مسؤولية الجميع، ويجب دعم الضفة الغربية بكل ما يؤدي إلى جعلها صامدة وصاعدة ومقدمة للتحرير".

وحذّر الأمين العام لحزب الله العدو قائلًا: "حساباتك وخطواتك أو بعض انفعالاتك أو أعمالك الحمقاء في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى". وبيّن أنّ "العدو يقسّم الساحات ويستفرد بقطاع غزة ويستفرد بالضفة ويقول إن هناك قواعد اشتباك وأقول للعدو هذه اللعبة خطرة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في غزة ولا في سوريا ولا في لبنان وهو أجبن من الاعتداء على إيران".

وخلص السيد حسن نصرالله إلى القول "للإسرائيلي حذاري وللأميركي المنشغل مع الروسي والصيني نقول له حذاري فالمقدسات خط أحمر والشعب الفلسطيني خط أحمر". وتابع: "من الضاحية الجنوبية من بيروت من لبنان من البلد الذي صنع انتصاره بعرق جبينه نعلن مجدداً مع الإمام الخميني والإمام الخامنئي وكل القادة المسلمين والمسيحيين أن ملتزمون بالقضية وأن فلسطين قضيتنا والمقدسات هي مقدساتنا جميعاً".