
دعا الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الى وضع خطة استراتيجية وطنية موحدة حول ملف النازحين السوريين يتفق عليها اللبنانيون ويحملونها الى العالم والاصدقاء ويضغطون بها على حكومة تصريف الاعمال والجيش اللبناني والقوى الامنية والبلديات
لان هذا قد يوصلنا الى نتيجة، مشيرا الى اننا نحتاج اليوم الى احصاءات لمعرفة عدد النازحين السوريين في لبنان لأن كل الارقام المطروحة هي مجرد تكهنات.
وخلال الاحتفال المركزي الذي اقامه حزب الله بمناسبة ولادة رسول البشرية محمد (ص) وحفيده الامام جفعر الصادق (ع) واسبوع الوحدة الاسلامية دعا السيد نصر الله الى معالجة أسباب النزوح السوري لا النتائج،مشددا على ان المسؤول الأول عن النزوح الامني إلى لبنان هو من أشعل الحرب في سوريا أي الادارة الاميركية وكذلك النزوح الاقتصادي لأن واشنطن هي التي فرضت قانون قيصر على سوريا وحاصرتها وفرضت عقوبات على كل الشركات التي كانت ستأتي لتستثمر في سورية ما أدى إلى نزوح اقتصادي إلى لبنان ولو رُفِعَ هذا القانون الجائر وبدأت الشركات بالاستثمار في سوريا سيعود مئات الآلاف إلى بلدهم.
وطالب الامين العام لحزب الله بتشكيل لجنة من الكتل أو النواب أو الوزراء تكون شاملةً لكل القوى بغض النظر عن أي خلاف كونه خطر تهديد وجودي، واضاف سماحته: "هناك فكرة تقول لماذا تمنعون السوريين من المغادرة إلى أوروبا عبر البحر بطرق آمنة وتجعلونهم يلجؤون لطرق غير شرعية عبر الزوارق المطاطية، وهذه الفكرة قابلة للنقاش ان على الدولة اللبنانية ان تسمح لمن يرغب من النازحين السوريين الاتجاه الى اوروبا وهذا سيؤدي الى نتيجة حتمية ان الدول الاوروبية ستاتي خاضعة الى بيروت لتقول ماذا تريدون لايقاف هذه الهجرة للنازحين وهذا ما قامت به تركيا
وفي قضية الثروات النفطية أكد السيد نصرالله ان معلوماتنا الاولية تفيد بأن كل المؤشرات ايجابية وواعدة في البلوك 9 ولم لم يكن كذلك لما تقدمت الشركات بتراخيص جديدة،
وقال سماحته ان الائتلاف النفطي الموجود قدم طلباً لتولي البلوكين ثمانية وعشرة،
وفي ملف الحدود البرية لفت السيد نصرالله الى أنه قيل الكثير حول موقف المقاومة وحزب الله ورؤيته ولكن في الأصل استخدام كلمة ترسيم الحدود البرية خاطئ فالحدود مُرسّمة، مؤكداً أن حقنا في المياه كما حقنا في الأرض نأخذه كاملاً ولا نساوم عليه في ملفات أخرى
وفي الملف الرئاسي أكد السيد نصرالله أن اللبنانيين كانوا امام فرصة من خلال الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري لكن هذه الفرصة تم تضييعها بالنكد السياسي، مشيرا من جهة ثانية الى ان المبادرة الفرنسية يجب ان نستطلع اين اصبحت والموفد القطري يبذل جهودا يومية لكن لا يوجد وضوح او جديد في القريب العاجل.
الأمين العام لحزب الله شدد على انه لا يجوز ان يُترك الشعبُ الفلسطيني وحيدًا ولا المسجد الاقصى داعياً المسلمين والحكومات الى تحمل المسؤولية حتى لا يتم تقسيمه زمانيًا ومكانيًا أو تحويله لكنيس يهودي أو تدميره فجأة، وقال السيد نصرالله: "يجب أن يسمع الصهاينة صوت المسلمين بما يتعلق بقبلة المسلمين ولكن للأسف بدلًا من ذلك تذهب دولٌ جديدة نحو التطبيع"، واضاف :"اي دولة قد توقع اتفاق تطبيع يجب ان تدان وان يستنكر تصرفها لانه على درجة خطيرة وطعن للمسجد الاقصى وتخل عن فلسطين".
ومن جهة ثانية، أكد الامين العام لحزب الله ان الحرب الناعمة هي اخطر وأشد فتكاً من القتال والحروب العسكرية، لافتا الى ان هناك امماً صمدت في مواجهة الغزو العسكري ولكنها ضعفت ووهنت وتمزقت أمام الحروب الناعمة والاعلامية،
واضاف سماحته: "نحن المؤمنون بكتاب الله ننظر إلى المستقبل بأمل وبيقين لافتا الى ان كل ما تعانيه البشرية اليوم هي مراحل لا بدّ منها حتى تصبح مؤهلة لذلك الوعد الإلهي حتى يتم اللُه نوره
السيد نصر الله اكد ان المسلمين يجمعون على أهمية يوم ولادة رسول الله (ص) ويوم المبعث النبوي الشريف، لافتا الى ان الذين يحرّمون احياء هذه المناسبات ليس لديهم دليل فقهي أو شرعي لأن علماء الشيعة وكثير من علماء السنة يجمعون على حليّة هذا الأمر،
وشدد السيد نصرالله على ضرورة أن نتعاون ونخطط الى ان تكون هذه المناسبة مساحة كبيرة وتعبيراً عن أيام أعياد وافراح.
الى ذلك، اشاد السيد نصر الله بالإحياء اليمني الكبير والعظيم بولادة الرسول الاعظم وخاتم النبيين محمد (ص) في العديد من المحافظات والساحات اليمنية الممتلئة بمئات الالاف على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية والامنية الصعبة، مؤكدًا انهم يعبرون بهذا الشكل المدهش عن مدى محبتهم وايمانهم بالرسول الاعظم(ص)، موجهًا كل التحية والشكر لهم، لافتًا الى أن النموذج اليمني بإحياء المولد النبوي الشريف في الاحياء، يجب أن يقدم كقدوة لكل مسلمي العالم.
وادان سماحته التفجير الارهابي التكفيري الذي استهدف المساجد في باكستان بالمسلمين من أهل السنة لأن جريمتهم أنهم يحتقلون بمولد الرسول (ص)، معتبرًا ان هذا الوجه التكفيري الأسود والمظلم هو سرطان عاود انتشاره في عالمنا الاسلامي حيث يُقتل من يعبر عن حبه لرسول الله (ص)
هذا، وسأل السيد نصر الله: الا يحق لنا كأمة ان نفرح بهذه الولادة العظيمة؟ وان نحول هذا اليوم الى يوم فرح في العالم والا يجب ان نفعل ذلك من اجل اجيالنا واولادنا ومن اجل التعبير عن شكرنا الكبير لهذه النعمة الالهية العظيمة؟، ولفت الى ان من يحرّم هذا الاحياء لا يستندون الى اي سند فقهي او شرعي حقيقي فعلماء الشيعة يجمعون على حلية هذه الامر وعظماء اهل السنة يجمعون على ذلك ايضا، مشيرًا الى ان المسلمون يجمعون على أهمية يوم ولادة الرسول (ص) ويوم المبعث النبوي الشريف.
وتابع الامين العام لحزب الله كلمته، قائلاً ان الامام الخميني (قدس) كان يعتبر ان يوم البعثة النبوية هي أعظم يوم في الوجود على الاطلاق، داعيًا إلى الاهتمام بهذين اليومين - يوم البعثة النبوية، ويوم ولادة الرسول الاكرم (ص) - لأنه يجب أن يكون لدينا أيام سعادة وفرح، والمولد النبوي الشريف هو من أعظم هذه الأيام.
وأضاف يجب أن نتعاون ونخطط لتكون لهذه المناسبة المساحة الكبيرة والتعابير المختلفة لتكون هذه الأيام أيام أعياد وفرح فلدينا أسبوع من 12 إلى 17 ربيع الأول، لافتًا الى ان عنوان احتفالنا "والله متم نوره" وهذا المعنى من مصاديق نور الله وهو النور الذي يستضاء به في الظلمات من الفتنة والتيه، وهو النور الذي يهدي الى الخير والسعادة، مؤكدًا ان الله سبحانه وتعالى تعهد ان يتم ويحفظ نوره وهذا اخبار غيبي مُعجز لأنه يتحدث عن المستقبل.
ولفت السيد نصرالله الى ان الذين وقفوا في وجه الانبياء السابقين والنبي الأعظم (ص) كانوا يريدون أن يطفئوا نور الله وهم يريدون ذلك ليضلوا الناس ويغرقوهم في الظلام والتيه، وأوضح، "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم" اي عبر الحرب الاعلامية وما نصطلح عليه أنها الحرب الناعمة وهي أخطر وأشد فتكًا من القتال والحرب العسكرية، مبينًا ان هناك أمم وشعوب صمدت بمواجهة الغزو العسكري والاحتلال ولكنها ضاعت وضعفت ووهنت وتفتت في الحرب الناعمة، واوضح ان هذا شاهد جديد على أن القرآن الكريم له أعماق ومعاني تظهر مع تطور عقل الانسان ومقدراته ولفت الى أن أعداء النبي من البداية خاضوا حربًا اعلامية شرسة على رسول الله (ص) وذهبوا إلى ما يفعلونه الآن من شتم وإبعاد للناس عن الرسول (ص).
واضاف سماحته قائلاً أن:" الامام الصادق من الأئمة العظام الذين حفظوا هذا الدين والنور وحفظوه والذي حوّل المدينة المنورة إلى جامعة عالمية تستقطب العلماء من كل الاتجاهات، ولفت الى ان هناك اعجاز غيبي آخر في القرآن الكريم بأن الله تعهّد بحفظ الدين ونشره بعد النبي وهذا ما حصل وهناك مليار ونصف مسلم اليوم"، معتبرًا ان هذا اعجاز الهي وأمر خارج عن طاقة البشر وحفظ للقرار الإلهي، مؤكدًا ان الله تعهد بان يتم نوره ونحن نعرف أن الله سيتم نوره الكامل على يدي الامام المهدي المنتظر (ع) والنبي عيسى وعد الهي سيتحقق.
وقال :"نحن المؤمنون بكتاب الله ننظر إلى المستقبل بأمل وبيقين وكل ما تعانيه البشرية اليوم هي مراحل لا بدّ منها حتى تصبح مؤهلة لذلك الوعد الإلهي حتى يتم الله نوره"، موضحًا ان من جملة الحرب الاعلامية بث الفتنة بين المسلمين ولذلك مناسبة الوحدة الاسلامية ولا نحتاج للاستدلال على أهمية الوحدة.