
إستهدفت الجماعات الإرهابيّة حي الخالدية وجمعية الزهراء وشارع النيل في حلب بقذائف صاروخية تحتوي غاز الكلور السام، ما أدّى إصابة أكثر من مئة وسبعة بحالات الإختناق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السوريّة سانا.
وروى بعض المواطنين السوريين ما حصل معهم ومعاناتهم من تشوش في الرؤية، غثيان، انخفاض في الاوكسجين ونبض سريع، فيما اكد الأطباء من مستشفى حلب الجامعي أن العمل جار للكشف عن نوع الغازات السامة التي تعرض لها اهالي حي الخالدية.
الى ذلك، لفت قائد شرطة حلب اللواء عصام الشلي في تصريح له "إن المجموعات الإرهابية استهدفت مساء أمس الأحياء السكنية في مدينة حلب بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين المدنيين تم إسعافها إلى مشفيي الرازي والجامعة لتقديم العلاج اللازم لها نتيجة للمادة المخرشة التي استنشقوها جراء تلك القذائف ونتابع الإجراءات مع الطواقم الطبية في المشافي".
من جانبه أشار محافظ حلب حسين دياب خلال تفقده سير تقديم العلاج للمصابين إلى أن هذا الاعتداء الإرهابي يؤكد مرة جديدة امتلاك التنظيمات الإرهابية للغازات السامة مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين ولا سيما الأطفال والشيوخ والنساء.
بدوره أكد مدير صحة حلب الدكتور زياد حاج طه إصابة 50 مدنيا بينهم أطفال ونساء جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بقذائف تحتوي غازات سامة على الأحياء السكنية في مدينة حلب مشيرا إلى أن عدد المصابين غير نهائي حيث من المرجح أن يرتفع العدد نتيجة استمرار إسعاف المصابين إلى المشافي.
وأشار مدير الصحة إلى أنه من المرجح أن يكون الغاز المستخدم من قبل المجموعات الإرهابية هو غاز الكلور طبقا للأعراض على المصابين.
وفي وقت لاحق ذكرت مصادر طبية في مشفيي الرازي والجامعة أنه تم استقبال "107" مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة بين الخفيفة والمتوسطة وبعضها احتاج للدخول إلى العناية المشددة.
ولفتت وكالة "سانا" إلى أن وحدات الجيش السوري العاملة في حلب ردت بالأسلحة المناسبة على مصدر إطلاق القذائف وأوقعت بين صفوف الإرهابيين خسائر كبيرة.
ويأتي هذا الاعتداء على الأحياء السكنية بقذائف تحتوي غازات سامة بعد أيام قليلة على كشف مصادر محلية عن وصول إرهابيين فرنسيين إلى إدلب عبر الحدود المشتركة مع تركيا لتذخير صواريخ بمواد تحتوي غازات سامة بغية استخدامها داخل الأراضي السورية.
الى ذلك، وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنّ خبراء عسكريين روس، بدأوا بتقديم المساعدة للمصابين في الأحياء السكنية في حلب، مشيرةً إلى أن مجموعات من وحدات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة للجيش الروسي المتواجدة في سوريا، مزودة بمعدات خاصة، بدأت عملها في فحص المصابين وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، إضافةً إلى مراقبة الوضع في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، إن مجموعات من وحدات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة للجيش الروسي في سوريا، بدأت فحص المصابين وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، فضلا عن مراقبة الوضع في المنطقة.
وأضاف: "وفقا للبيانات الأولية التي تؤكد على وجه الخصوص أعراض التسمم عند الضحايا، فإن القذائف التي أطلقت على المناطق السكنية في حلب محشوة بالكلور".
وشدد كوناشينكوف على أن الجانب الروسي سبق ولفت إلى حقيقة أن منظمة "الخوذ البيض" الناشطة في سوريا، كانت تحاول تنظيم استفزازات باستخدام المواد الكيميائية في المنطقة منزوعة السلاح حول إدلب، لاتهام الجيش السوري بشن هجمات بالأسلحة الكيميائية على السكان هناك.