
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين.
ومما جاء في خطبته السياسية:"البداية من الواقع المعيشي والإقتصادي حيث تستمر معاناة اللبنانيين على هذا الصعيد بفعل الارتفاع المستمر في أسعار السلع والمواد الغذائية والدواء لا سيما أدوية الأمراض المستعصية والاستشفاء وكلفة النقل وتأمين الكهرباء والاتصالات وكافة الحاجات الأساسية والضرورية، وأدت إلى عجز كثير من اللبنانيين عن تأمين مقاعد دراسة لأولادهم لارتفاع أقساط المدارس والجامعات الخاصة وعدم قدرتهم على تأمين مستلزمات التعليم وكلفة النقل، فيما الغموض لا يزال يلف مصير فتح المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية ما يعرض الطلاب لضياع العام الدراسي عليهم.
ولم تقف تداعيات ذلك عند عدم القدرة على تأمين هذه الاحتياجات أو النقص منها، بل إلى أن يخاطر بعض منهم بأنفسهم وبأولادهم وعائلاتهم ويركبوا مراكب يعرفون مسبقا أنها قد تهدد حياتهم وتؤدي إلى غرقهم للهروب من جحيم هذا البلد، ما ولد ذلك مآسي شهدناها سابقا وتكررت بالأمس".
وأضاف:"يأتي كل ذلك في وقت يستمر من يتولون إدارة الدولة بإدارة الظهر لكل ما يجري ويتعاملون معه وكأن البلد بخير، فلا يدعوهم كل ذلك إلى إعلان حال طوارئ اقتصادية واجتماعية واستنفار جهودهم من أجل إيقاف هذه المأساة بكل تداعياتها الكارثية، بل نرى إمعانا في زيادة الأعباء عليهم ومد اليد إلى جيوبهم الفارغة لتأمين تمويل نفقات الدولة كما ظهر وسيظهر في الموازنة المطروحة حاليا".
وتابع السيد فضل الله :"إننا أمام هذا الواقع، نعيد دعوة كل من هم في مواقع المسؤولية إلى الرأفة بالناس وتحسّس آلامهم ومعاناتهم والقيام بدورهم لإخراج البلد من معاناته بتأليف حكومة نريدها حكومة كفوءة قادرة على إيقاف الانهيار والقيام بالإصلاحات المطلوبة التي بات يتوقف عليها تقديم العون للبنان، والتي مع الأسف لم تحصل حتى الآن".