وما مشهد الساعات الأولى في الجنوب عقب انقضاء مهلة الستين يوماً والمتواصلُ لغاية اليوم إلا شاهداً على تمسك أهل الأرض بها مجبرين العدو على مغادرتها وهي التي ارتوت بدماء أبنائهم.

هذا الشعب لا يمكن مقارنته إلا بالأحرار على عكس المستوطنين الصهاينة شمالي الكيان المؤقت حيث لا يجرؤون على العودة إلى مستعمراتهم يؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور غسان ملحم، الذي لفت الى انه ابان العدوان كنا نقول "لا صوت يعلو فوق صوت بندقية المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني على لبنان"، والان نستطيع ان نقول ان "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب" في اشارة الى اهل الجنوب في مواجهة استمرار الاحتلال والعدوان الصهيوني على لبنان .

واكد ملحم ان على الجميع ان ينصت لهذا الشعب في الداخل والخارج، وهذه المشهدية الوطنية التي رصدناها في احد العودة 1 و2 تثبت ان الشعب كان وسيبقى مع المقاومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي وهو استفتاء شعبي بكل ما للكلمة من معنى .

هي ثلاثية العزة والكرامة التي حمت لبنان على مدى عقود.. ثلاثية عمدت بالدم لترسم بتلك التضحيات الجسام حدود الوطن وتصون سيادته وتثبت من جديد أنها ليست حبرا ً على ورق بل واقع على الأرض جسده الجنوبيون ومعهم اللبنانيون الذين استعادوا قراهم وطردوا المحتل منها تحت الضغط.